قوله : لَخِسَفَ « قرأ حفص :» لَخَسَفَ « مبنياً للفاعل أي الله تعالى، والباقون ببنائه للمفعول، و » بِنَا « هو القائم مقام الفاعل، وعبد الله وطلحة لا نُخُسِفَ بِنَا أي : المكان، وقيل :» بِنَا « هو القائم مقام الفاعل كقولك : انقطع بنا، وهي عبارة رديئة وقيل : الفاعل : ضمير المصدر أي : لا نخفسف الانخساف وهي عنه أيضاً، وعن عبد الله » لَتُخُسِّفَ « بتاء من فوق وتشديد السين مبنياً للمفعول، وبنا قائم مقامه.
قوله :» وَيْكَأَنَّ « كلمة مستعملة عند التنبيه للخطاب وإظهار التندم، فلما قالوا :﴿ ياليت لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ ﴾ [ القصص : ٧٩ ] ثم شاهدوا لاخسف تنبهوا لخطئهم، ثم قالوا : كأنه ﴿ يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ بحسب مشيئته وحكمته لا لكرامته عليه، ويضيق على من يشاء لا لهوان من يضيِّق عليه، بل لحكمته وقضائه ابتلاء وفتنة، قال سيبويه : سألت الخليل عن هذا الحرف، فقال :» وَيْ « مفصولة من » كَأَنَّ « وأن القو تنبهوا وقالوا متندمين على ما سلف منهم.
قوله تعالى :» تِلْكَ الدَّارُ « مبتدأ وصفته، و » نَجْعَلُهَا « هو الخبر، ويجوز أن يكون » الدَّارُ « هو الخبر » نجعَلُهَا « خبراً آخر، وحال والأولى أحسن، وهذا تعظيم لها وتفخيم لشأنها، يعني : تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها ﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرض وَلاَ فَسَاداً ﴾ ليفيد أن كلاً منها مستقل في بابه لا مجموعهما، ﴿ والعاقبة لِلْمُتَّقِينَ ﴾.