قوله :« لَيَقُولُنَّ » العامة على ضم اللام، أسند الفعل لضمير جماعة، حملاً على معنى « مَنْ » بعد أن حمل على لفظها، ونقل أبو معاذ النحوي أنه قراىء : ليقولّنَّ بالفتح، جرياً على مراعاة لفظها أيضاً، وقراءة العامة أحسن لقوله :« إنَّا كُنَّا ».
فصل
المعنى : إن المنافقين لما قالوا إنا كنا معكم، أي على عدوكم وكنا مسلمين، وإنما أكرهنا حتى قلنا ما قلنا فكبهم ( الله ) وقال :﴿ أَوَ لَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العالمين ﴾ من الإيمان والنِّفاق ولما بين أنه علم بما في قلوب العالمين بين أنه يعلم المؤمن المحق وإن لم يتكلم، والمنافق وإن لم يتكلم فقال :﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين آمَنُواْ ﴾ صدقوا فثبتوا على الإسلام عند البلاء، « وَلَيَعْلَمَنَّ المُنَافِقِينَ » بترك الإسلام عند البلاء، وتقدم الكلام على ( نظر ) ذلك. ( قال عكرمة ) عن ابن عباس إنها نزلت في الذين أخرجهم المشركون معهم إلى « بدر »، وهم الذين نزلت فيهم :﴿ إِنَّ الذين آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ المنافقين ﴾، وقال مجاهد : نزلت في أناس كانوا يؤمنون بألسنتهم فإذا أصابهم بلاء من الناس، أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا، وقال قتادة : نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة.