قوله :﴿ أَوْ كَذَّبَ بالحق لَمَّا جَآءَهُ ﴾ أي بمحمد، والقرآن لما جاءه ﴿ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ ﴾ وهذا استفهام تقرير، كقوله :
٤٠٣٢ - أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا | وَأَنْدَى العَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ |
قوله :« والَّذِينَ جَاهَدُوا » ( يجوز ) فيه ما جاز في « الذين آمنوا » أول السورة وفيه رد على ثَعْلَب حيث زعم أَنَّ جملة القسم لا تقع خبراً للمبتدأ، والمعنى : والذين جاهدوا المشركين لنُصرة ديننا « لَنَهْدَينَّهُمْ سُبُلَنَا » لَنُثَبَتَنَّهُمْ على ما قاتلوا عليه وقيل : لنَزِيدنهم هدى، كما قال :﴿ وَيَزِيدُ الله الذين اهتدوا هُدًى ﴾ [ مريم : ٧٦ ] وقيل : لَنَهْدِيَنَّهُمْ لإصابة الطرق المستقيمة، والطرق المستقيمة هي التي توصل إلى رضي الله - عزّ وجلّ - قال سفيان بن عيينة : إذا اختلفت الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور، فإن الله قال :﴿ والذين جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ وقيل : المجاهدة هي الصبر على الطاعات قال الحسن : أفصلُ الجهاد مخالفة الهوى، وَقَالَ الفضيل بن عياض ﴿ والَّذِينَ جَاهَدُوا في إقامة السنة لنهدينهم سبيل الجنة ﴾.
قوله :﴿ وَإِنَّ الله لَمَعَ المحسنين ﴾ من إقامة الظاهر مُقَام المضمر، إظهاراً لشرفهم، والمعنى لمع المحسنين بالنصر والمعونة في دنياهم، وبالثواب والمغفرة في عقابهم.
روى أبو أمامة عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله - ﷺ - :« من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسناتٍ بعدد المؤمنين والمنافقين »