﴿ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ ﴾ [ المزمل : ٢٠ ]، ﴿ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ ﴾ [ طه : ٨٩ ]، فأما قوله :﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ ﴾ [ النجم : ٣٩ ] فذلك لقلة تمكن ( ليس ) في الأفعال، وأما قوله :﴿ أَن بُورِكَ مَن فِي النار ﴾ [ النمل : ٨ ] و ( بُورِكَ ) في معنى الدعاء، فلم يجئ دخول الفاعل لئلا يفسد المعنى، فظاهر هذا أن ( غَضِب ) ليس دعاء، بل هو خبر عن ﴿ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْها ﴾. والظاهر أنه دعاء كما أن ( بُورِكَ ) كذلك، وليس المعنى على الإخبار فيهما فاعتراض أبي علي وأبي محمد ليس بمرضي.
قوله :﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله ﴾.
جواب :« لَوْلاَ » محذوف أي : لهلكتم أو لعاجلكم بالعقوبة، ولكنه ستر عليكم ورفع عنكم الحد باللعان، ﴿ وَأَنَّ الله تَوَّابٌ ﴾ يعود على من يرجع عن المعاصي بالرحمة « حَكِيمٌ » فيما فرض من الحدود.