فصل


قال المفسرون : هذا استفهام على طريق التنكير كأنه قال : لا خالق غير الله يرزقكم.
من السماء والأرض أي من السماء المطر ومن الأرض النبات « لاَ إلَه إلاَّ هُوَ » مستأنف « فَاَنَّى تُؤْفَكُونَ » أي فأنى تُصْرَفُونَ عن هذا الظاهر فكيف تشركون المَنْحُوتَ بمن له الملكوت؟ ثم لما بين الأصل الأول وهو التوحيد ذلك الأصل الثاني وهو الرِّسالة فقال :﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ ﴾ يسلي نبيه - ﷺ - ثم بين من حيث الإجمال أن المكذب في العذاب ( و ) غير المكذب له الثواب بقوله :﴿ وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور ﴾ ثم بين الأصل الثالث وهو الحشر فقال :﴿ ياأيها الناس إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ ﴾ يعني وعد القيامة ﴿ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغرور ﴾ أي الشيطان وقرأ العامة بفتح « الغَرُور » وهو صفة مبالغة كالصَّبُور والشَّكُور. وأبو السَّمَّال وأبو حَيْوَة بضمِّها؛ إماغ جمع غارٍ كَقَاعدٍ وقُعُودٍ وإمَّا مصدر كالجُلُوس.


الصفحة التالية
Icon