ثم لما ذكر المآل والمرجع قدم ما يتعلق بالرحمة على ما يتعلق بالغضب لقوله - عليه ( الصلاة و ) السلام- في الإلهيات :« سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي » ثم إن الكافر المصر بعد البعث صار أضلَّ من الأعمى وشابه الأموات في عدم إدراك الحق من جميع الوجوه فقال :﴿ وَمَا يَسْتَوِي الأحيآء ﴾ أي المؤمنون الذين آمنوا بما أنزل الله والأموات الذين تُلِيَتْ عليهم تُلِيَتْ عليهم الآياتُ البينات ولم نتفعوا بها وهؤلاء كانوا بعد الإيمان من آمن فأخرهم عن المؤمنين لوجود حياة المؤمنين قبل ممات الكافرين المعاندين. وقدم الأعمى على البصير لوجود الكفار الصالِّين قبل البعثة على المؤمنين المهتدين بها.

فصل


قال المفسرون :« وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِرُ » ( يعني ) الجاهل والعالم. وقيل الأعمى عن الهدى والبصير بالهدى أي المؤمن والمشرك « وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ » يعني الكفر والإيمان « وَلاَ الظِّلُّ ولا الحَرُورُ » يعني الجنة والنار « ومَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ » يعني المؤمنين والكفار. وقيل : العملاء الجهال. « إنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ » حتى يتعظ ويجيب « ومَا أَنْتَ إلاَّ نَذِيرٌ » ما أنت إلا منذر فخوِّفْهُم بالنار.


الصفحة التالية
Icon