وثانيهما : أن المراد من سنة الأولين استمرارهم على الإنكار واستكبارهم عن الإقرار وسنة الله استئصالهم بإصرارهم فكأنه قال : أنتم تريدون الإتيان بسنة الأولين والله يأتي بسنةٍ لا تبديل لها ولا تحويل عن مستحقِّها.
فإن قيل : ما الحكمة في تكرار التبديل والتحويل؟
فالجواب : أن المراد بقوله :﴿ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً ﴾ حصول العلم بأن العذاب لا يبدل بغيره وبقوله :﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلاً ﴾ حصول العلم بأن العذاب مع أنه لا يتبدل بالثواب لا يتحول عن مستحقه إلى غيره فيتم تهديد المُسِيءِ.
فصل
المعنى فهل ينتظرون إلا أن ينزل بهم العذاب كما نزر بمن مَضَى من الكفار والمخاطب بقوله :﴿ فَلَن تَجِد ﴾ عام كأنه قال : لن تجد أيها السامع وقيل : الخطاب مع محمد - عليه ( الصلاة و ) السلام-.