قوله :﴿ ياحسرة ﴾ العامة على نصبها وفيه وجهان :
أحدهما : أنها منصوبة على المصدر والمنادى محذوف تقديره يا هؤلاء تَحسَّرُوا حَسْرَةً.
والثاني : أنها منونة لأنها منادى منكر فنصبت على أصلها كقوله :
٤١٧٧- فَيَا رَاكِباً إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغاً | نَدَامَاي مِنْ نَجْرَانَ أَنْ لاَ تَلاَقِيَا |
٤١٧٨- وَلَسْتُ براجِعِ مَا فَاتض مِنِّي | بِلَهْفَ وَلاَ بِلَيْتَ وَلاَ لَوَانِّي |
فصل
الألف واللام في العبادة قيل : للعهدوهم الذين أخذتهم الصيحة فيا حسرة على أولئك. وقيل : لتعريف الجنس أي جنس الكفار المكذبين وقيل : المراد بالعبادة الرسل الثلاثة كأنه الكافرين يقولون عند ظهور اليأس يا حسرةً عليهم يا ليتهم كانوا حاضرين لنؤمن بهم ثانياً وهم قوم ( حبيب ) وفي التحسر وجوه :
الأول : لا متحسر أصلاً في الحقيقة إذا المقصودُ بيانُ ( أن ) ذلك وقت طلب الحسرة حيث تحققت الندامة عن تحقق العذاب وههنا بحث لغوي وهو أن المفعول قد يرفض كثيراً إذا كان الغرض غير متعلق به يقال : فلان يعطي ويمنع ولا يكون هناك شيء مُعْطًى ولا شخص معطى، إذا المقصود أن له المنع والإعطاء، ورفض المفعول كثير وما نحو فيه رفض الفاعل وهو قليل. والوجه فيه أن ذكر التحسر غير مقصود وإنما المقصود أن الحسرة متحققة في خلال الوقت.
الثاني : أن القائل يا حسرة هو الله على الاستعارة تعظيماً لللأمر وتهويلاً له وحينئذ يكون كالألفاظ التي وردت في حقل اله كالضِّحِك والسُّخْرية والتعجيب والتّمنِّي.