قوله :﴿ وَآيَةٌ ﴾ خبر مقدم و « لَهُمْ » صفتها أو متعلقة « بآية » ؛ لأنها ( بمعنى ) علامة. و « الأرض » مبتدأ وتقدم تخفيف « الميتة » وتشديدها في أول ( آل ) عمران.
ومع أبو حيان أن يكون « لأهم » صفة لآية ولم يبين وَجْهَةُ ولا وجه له وأعرب أبو البقاء « آية » مبتدأ و « لهم » الخبر و « الأرض الميتة » مبتدأ وصفته و « أَحْيَيْنَا » خبره، والجملة مفسرة « لآيةٍ ».
وبهذا بدأ ثم قال : وقيل؛ فذكر الوجه الأول وكذلك حكى مَكِّيٌّ أعني أن تكون « آية » ابتداء و « لهم » الخبر وجوز مكي أيضاً أن تكون « آية » متبدأ و « الأرض » خبره وهذا ينبغي أن لا يجوز؛ لأنه لا يُتْرَكُ المعرفة من الابتداء بها ويبتدأ بالنَّكِرَة إلاَّ في مَوَاضِعَ للضَّرُورَةِ.
قوله :« أحييناها » تقدم أنه يجوز أن يكون خبر « الأَرْضِ » ويجوز أيضاً أن يكون حالاً من « الأَرْضِ » إذا جعلناها مبتداً و « آية » خبر مقدم وجوز الزمخشري في « أَحْيَيْنَاهَا » وفي « نَسْلخُ » أن يكونا صفتين للأرض والليل وإن كانا معرفين بأل لأنه تعريف بأل الجنسيَّة فهما في قوة النكرة قال كقوله :
٤١٨٠- وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي | ................ |
فصل
وجه التعلق بما قبله من وجهين :
أحدهما : أنه لما قال : كان ذلك ( إشارة ) إلى الحشر فذكر ما يدل على إمكانه قطعاً لإنكارهم واستعبادهم وإصرارهم وعنادهم فقال :﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الأرض الميتة أَحْيَيْنَاهَا ﴾ كذلك يُحْيِي المَوْتَى.
وثانيهما : أنه لما ذكر حال المرسلين وإهلاك المكذِّبين وكان شُغْلُهم التوحيد ذكر ما يدل عليه وبدأ بالأرض لكونها مكانَهم لا مفارقة لهم منها عند الحركة والسكون؟
فإن قيل : الأرض آية مطلقة فلم خصها بهم حيث قال :« وآيَةٌ لَهُمْ » ؟.