﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ ﴾ فبين تعالى أن إرساله الرسل قد تقدم والتكذيب لهم قد سلف فوجب أن يكون له - ﷺ - أسوةٌ بهم حتى يصبرَ كما صبروا ويستمر على الدعاء إلى الله وإن تمردوا فليس عليه إلا البلاغ ثم قال :﴿ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المنذرين ﴾ الكافرين أي كان عاقبتهم العذابُ وهذا الخطاب وإن كان ظاهره مع الرسول - عليه ( الصلاة و ) السلام- إلا أن المقصودَ منه خطابُ الكفار لأنهم سمعوا بالأخبار ما جرة على قوم نوح وعادٍ وثمودَ وغيرهم من أنواع العذاب فإن لم يعلموا ذلك فلا أقل من ظنّ وخوف يحتمل أن يكون زاجراً لهم عن كفرهم.
قوله :﴿ إِلاَّ عِبَادَ الله ﴾ استثناء من قوله :« المنذرين » استثناء منقطعاً لأنه وعيد وهم لم يدخلوا ( في ) هذا الوعيد وقيل : استثناء من قوله :﴿ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأولين ﴾ والمراد بالمُخْلَصِينَ : الموحدين نجوا من العذاب وتقدم الكلام على هذا الإخلاص في سورة الحِجْر عند قوله تعالى :﴿ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين ﴾ [ الحجر : ٤٠ ].


الصفحة التالية
Icon