قوله :﴿ قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ أي على تبليغ الرسالة « من أجر » جعل فقوله :« عليه » متعلق « بأَسْأَلَكُمْ » لاَ « بالأَجر » لأنه مصدر، ويجوز أن يكون حالاً منه والضمير إما للقرآن وإما للوَحْي وإما للدعاء إلى الله.
قوله :﴿ وَمَآ أَنَآ مِنَ المتكلفين ﴾ المتقولين القرآن من تلقاء نفسي، وكل من قال شيئاً من تلقاء نفسه فقد تكلف له وقيل : معناه أن هذا الدين الذين أدعوكم إليه ليس يحتاج في معرفة صحته إلى التَّكْلِيفَات الكثيرة بل هو دين يشهد صريح القعل بصحته.
قوله :﴿ إِنْ هُوَ ﴾ ما هو يعني القرآن « إِلاَّ ذِكْرٌ » موعظة « للعالمين » أي للخلق أجمعين « لَتَعْلَمُنَّ » جواب قسم مقدر ومعناه لَتَعْرْفُنَّ « نَبَأهُ » أنتم يا كفار ( مكة ) خبر صدقه « بَعْدَ حِينٍ » قال ابن عباس وقتادة : بعد الموت، وقال عكرمة : يعني يوم القيامة، وقال الكلبي : من بقي علم ذلك إذا ظهر أمره وعلا من مات عَلِمَهُ بعد الموت. قال الحسن : ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين.
روى الثعلبي في تفسيره أن النبي - ﷺ - قال :« مَنْ قَرَأَ سُورَةَ » ص « أُعْطيَ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ كُلّ جَبَل سَخَّره اللَّهُ لِدَاوُدَ - عليه السلام- عشرَ حَسَناتٍ وعُصِمَ أن يصرًَّ على ذنب صغير أو كبير » وقال أبو أُمامة عصمة الله من كل ذنب صغير أو كبيرٍ، وأعلم ( وهو الرحيم الغفور، وإليه ترجع الأمور ).