وقال الكلبي : يعني فتح مكة، وقال السدي : يوم بدر لأن أصحاب النبي - ﷺ - كانوا يقولون لهم إن الله ناصرنا ومظهرنا عليكم فيقولون متى هذا الفتح.
فصل
« يوم الفتح » منصوب « لاَ يَنْفَعُ » و « لا » غير مانعة من ذلك. وقد تقدم فيها مذاهب والمعنى يوم الفتح يوم القيامة لا ينفع الذين كفروا إيمانُهُمْ. ومن حمل الفتح على فتح مكةوالقتل يوم بدر قال معناه لا ينفع الذين كفروا إيمانهم إذا جاءهم من العذاب وقُتِلُوا ﴿ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾ أي لا يُمْهِلُونَ بالإعادة إلى الدنيا ليؤمنوا، ثم لما بين أن الدلالة لم تنفعهم قال :« فَأَعْرَضْ عَنْهُمْ » قال ابن عباس : نسختها آية القتال.
قوله :﴿ وانتظر إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ ﴾ العامة على كسر الظاء من « مُنْتَظِرٍ » اسم فاعل، والمفعولُ من « انْتَظَر » ومن « مُنَْظِرُونَ » محذوف أي انتظر ما يَحُلُّ بهم إنهم منتظرون ( على زَعْمِهمْ ما يحل بك. وقرا اليَمَانِيُّ :« مُنْتَظَرُونَ » اسم مفعول.
قيل : المعنى انتظر موعدي لك بالنصر إنهم منتظرون بك حوادث الزمان.
وقيل : انتظر عذابنا فيهم إنهم منتظرون ذلك وعلى هذا فلا فرق بين الانتظار. وقيل : انتظر عذابهم بنفسك إنهم منتظرونه بلفظهم استهزاءاً كما قالوا :﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ [ الأعراف : ٧٠ ].
فصل
روى أبو هريرة قال :« كان رسول الله - ﷺ - يقرأ في الفجر يوم الجمعة ﴿ الم. تَنْزِيل ﴾ و ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ ﴾ »
وعن جابر قال :« كان النبي - ﷺ - لا ينام حتى يقرأ تَبَارَكَ. والم. تنزيل، ويقول : هما يَفْضُلاَن عَلَى كُلِّ سُورةٍ في القرآن سبعينَ سَنَةً، ومن قرأهما كُتِبَ له سَبْعُونَ حَسَنَةً، ومُحِيَ عنه سَبْعُونَ سَيِّئَةً، ورُفِعَ له سَبْعُونَ دَرَجَةً »
وروى الثعلبي عن ابن عباس عن أُبَيٍّ بن كعب « أن النبي - ﷺ - قال : مَنْ قَرَأَ سورة ﴿ الم. تَنْزِيلُ ﴾ أَعْطِيَ من الأجْرِ كَمَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ القَدْرِ »
والله أعلم.