قوله :﴿ وَلاَ تُطِعِ الكافرين ﴾ أي من أهل مكة يعني أبا سفيان، وعكرمة وأبا الأعور، والمنافقين من أهل المدينة عبد الله بن أبي، وطعمة ﴿ إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً ( حَكِيماً ﴾ بخلقه قبل أن يخلقهم حكيماً فيما دبره لهم
فإن قيل : لم خص الكافر والمنافق بالذكر مع أن النبي - ﷺ - ينبغي أن لا يطع أحداً غير الله؟
فالجواب من وجهين :
الأول : أن ذكر الغير لا حاجة إليه لأن غيرهما لا يطلب من النبي - ﷺ - الأتِّباع ولا يتوقع أن يصير النبي - ﷺ - مطيعاً له بل يقصد اتباعه ولا يكون عنده إلا مطاعاً.
الثاني : أنه ( تعالى ) لما قال :﴿ ﴾ منعه ( من ) طاعة الكل لأن كل من طلب من النبي - ﷺ - طاعته فهو كافر أو منافق لأن من يأمر النبي - ﷺ - يأمر إيجاب معتقداً أنه لو لم يفعله يعاقبه بحق يكون كافراً.
قوله :﴿ واتبع مَا يوحى إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ﴾ وهذا يقدر ما ذكره أولاً من أنه عليم حكيم فاتباعه واجب.
قوله :﴿ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾ وبعده ﴿ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيراً ﴾ قرأهما أبو عمرو بياء الغيبة، والباقون بتاء الخطاب أما الغيبة ( في الأولى ) فلقوله « الكافرين والمنافقين » وأما الخطاب فلقوله :« يأيها النبي » لأن المراد هو وأمته وخوطب بالجمع تعظيماً ( له ) كقوله :
٤٠٦٨ - فَإِنْ شئْتَ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ | ................................ |