« أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ » وفي هذا الخبر لطيفة وهي أن النبي عليه ( الصلاة و ) السلام لم يجعل أصحابه كالسرج وجعلهم كالنجوم لأن النجم لا يؤخذ منه ( نور ) بل له في نفسه نور إذا غرب لا يبقى نور مستفاد منه فكذلك الصحابي إذا مات فالتابعي يستنير بنور النبي - ﷺ - ولو جعلهم كالسِّراج والنبي - ﷺ - كان سراجاً كان للمجتهد أن يَسْتَنِيرَ بمَنْ أراد منهم، ويأخذ النور مِمَّن اختار وليس كذلك فإن مع نص النبي - صلى الله عيه وسلم - لا يُعْمَل بقول الصَّحابيِّ بل يؤخذ النور من النبي ولا يؤخذ من الصحابي، فلم يجعله سراجاً.
قوله :« وَبَشِّر المُؤْمِنِينَ » عطف على مفهوم تقديره :« إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشراً فاشْهَدْ وبَشِّرْ } ولم يذكر » فاشهد « للاستغناء عنه، وأما البشارة فذكرت إشارة للكرم، ولأنها غير واجبة لولا الأمر. وقوله ﴿ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ الله فَضْلاً كِبِيراً ﴾ كقوله تعالى :﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً عَظِيماً ﴾ والعظيم والكبير متقاربان.
قوله :﴿ وَلاَ تُطِعِ الكافرين والمنافقين ﴾ تقدم تفسيره أو السورة، وهو إشارة إلى الإِنذار يعني خالفهم ورُدَّ عليهم.
قوله :» وَدَعْ أَذَاهُمْ « يجوز أن يكون » أَذَاهُمْ « مضافً لمفعوله أي اترك أذاك لهم، أي عقابك إياهم.
قال الزجاج : لا تجازهم عليه، وهذا منسوخ بأيةِ السيف، ويجوزم أن يكون مضافاً لفاعله أي اترك ما أَذَوْكَ به فلا تؤاخذهم حتى تُؤْمَر أي دعه إلى الله فإنه يعذبهم بأيديكم وبالنار وبين هذا قوله تعالى :﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وكفى بالله وَكِيلاً ﴾ أي حافظاً.