الرابع : أن تكون إلا صفة بمعنى غير على أن تكون « ما » نكرةة موصوفة. قاله الزمخشري. قال أبو حيان : وإنما أخْرَجَهَا في هذا الوجه عن كونها موصولة، لأنه يرى أن « إلاَّ » بمعنىغير لا يوصف بها إلا النكرة وفيها خلاف. فعلى هذا يجوز أن تكون « ما » موصولة « و » إلا « بمعنى غير صفة لها.
فصل
﴿ إِلاَّ الذي فَطَرَنِي ﴾ أي خلقني ﴿ فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾ يرشدني لدينه ويوفقني لطاعته.
قوله :﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً ﴾ الضمير المرفوع لإبراهيم وهو الظاهر، أو الله والضمير المنصوب لكلمة التوحيد المفهومة من قوله :» إنَّنِي بَرَاءٌ « إلى آخره، أو لأنها بمنزلة الكلمة، فعاد الضمير على ذلك اللفظ لأجل المعنى به. وقر حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ : كِلْمَةً بكسر الكاف وسكون اللام. وقرىء : فِي عَقْبِهِ بسكون القاف. وقرىء : فِي عَاقِبِهِ أي وَرَائِهِ، والمعنى أن هذه الكلمة كلمة باقيةٌ في عقبة أي في ذريته. قال قتادة : لا يزال في ذريته مَن يَعْبُدُ اللهَ ويُوَحِّدُهُ. قال القُرَظِيُّ : يعني وجعل وصية إبراهيم التي وصى بها بنيه باقية في ذريته. وهو قوله تعالى تعالى :﴿ ووصى بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ﴾ [ البقرة : ١٣٢ ]. قال ابن زيد : يعني قوله :» أَسْلَمْتُ لِرَبِ العَالَمِينَ « وقرأ :﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ المسلمين مِن قَبْلُ ﴾ [ الحج : ٧٨ ] ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين ويرجعون عما هم عليه إلى دين إبراهيم قال السدي : لعلهم يتوبون ويرجعون إلى طاعة الله تعالى.