وقال الزمخشري :« فأَيَّ آيَاتِ » جاءت على اللغة المسفيضة وقولك : فأيه آياتِ الله قليلةٌ؛ لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات، نحو : حِمَار، وحِمَارة غريب، وهو في أي أغرب ( لإبهامه ) قال أبو حيانَ ( رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ ) : وِمن قلة تأنيث أيَّ قولُه :

٤٣٥١ بأيِّ كتَابٍ أَمْ بِأَيَّةِ سُنَّةٍ تَرَى حُبَّهُمْ عَاراً عَلَيَّ وتَحْسِبُ
وقوله : وهو في « أي » أغرب إن عَنَى « أيًّا » على الإطلاق فليس بصحيح؛ لأن المستفيضَ في النِّداء أن يؤنث في نداء المؤنث كقوله تعالى :﴿ ياأيتها النفس المطمئنة ﴾ [ الفجر : ٢٧ ] ولا نعلم أحداً ذكر تذكيرها فيه فيقول : يأَيُّها المرأَةُ، إلا صاحب البَدِيع في النَّحْوِ. وإن عنَى غير المناداة فكلامه صحيح يقل تأنيثها في الاستفهام، وموصولة شرطية.
قال شهاب الدين : أما إذا وقعت صفةً لنكرة أو حالاً لمعرفة فالذي ينبغي أن يجُوزَ الوجهان كالموصولة ويكون التأنيث أقلّ نحو : مررتُ بامرأةٍ أَيَّةِ امرأة، وجَاءَتْ هِنْدٌ أَيَّةُ امْرَأَةٍ وكان ينبغي لأبي حَيَّانَ أن ينبه على هذين الفَرْعَيْنِ.

فصل


معنى قوله ﴿ فَأَيَّ آيَاتِ الله تُنكِرُونَ ﴾ أَيْ هذه الآيات التي عددناها كلها ظاهرة باهرة ليس في شيء منها ما يمكن إنكاره.


الصفحة التالية
Icon