٤٤٧٩ سَأَلَتْ هُذَيْلٌ رَسُولَ اللهِ فَاحِشَةً ضَلَّتُ هُذَيْلٌ بِمَا سَالَتْ وَلَمْ تُصِبِ
وقد تقدم هذا في البقرة مستوفًى.
قوله :﴿ وأملى لَهُمْ ﴾ العامة على أملي مبنياً للفاعل وهو ضمير الشيطان. وقيل : هو للباري تَعَالى. قال أبو البقاء : على الأول : يكون معطوفاً على الخبر. وعلى الثاني : يكون مستأنفاً. ولا يلزم ماقاله بل هو معطوف على الخبر في كلا التقديرين أخبر عنهم بهَذَا وبهَذَا.
وقرأ أبو عمرو في آخرين أُمْلِيَ مبنياً للمفعول. والقائم مقام الفاعل الجار.
وقيل : القائم مقامه ضمير الشيطان ذكره أبو البقاء. وقرأ يعقوبُ وسلاَّمٌ ومجاهد وأُمْلِي بضم الهمزة وكسر اللام وسكون الياء فاحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون مضارعاً مسنداً لضمير المتكلم أي وأملي أنا لهم، وأن يكون ماضياً كقراءة أبي عمرو سكنت ياؤه تخفيفاً وقد مضى منه جملة.

فصل


قال المفسرون : سَوَّلَ لَهُمْ سَهَّل لهم. وأَمْلَى لهم أي مد لهم فِي الأمل يعني قالوا : نعيش أياماً ثم نؤمن به وهو معنى قوله :﴿ وأملى لَهُمْ ﴾.
فإن قبل : الإِملاء والإِمهال وَحَدُّ الآجال لا يكون إِلا من الله فكيف يصح قراءة من قرأ : وأملى لهم فإن المملي حينئذ هو الشيطان؟.
قال الخطيب : فالجواب من وجهين :
أحدهما : هو أن المسوِّل أيضاً ليس هو الشيطان وإنما إسند إليه من حيث إن الله قد ر على يده ولسانه ذلك، فكذلك الشيطان يمسهم ويقول لهم : في آجالكم فَسْحَةٌ فتمتعوا برئاستكم ثم في آخر العمل تؤمنون.
قوله :﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ ﴾ يعني المنافقين أو اليهود قالوا :﴿ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ الله ﴾ وهم المشركون أي ذلك الإملاء لا يسبب قولهم الذين كرهوا. قال الواحدي.
وقيل : ذلك إشارة إلى التسويل. ويحتمل أن يقال : ذلك إشارة للارتداد بسبب قولهم : سنطيعكم قاله ابن الخطيب. قال : لأنا نبين أن قوله :« سنطيعكم ف يبعض الأمور » هو أنه قالوا نوافقكم على أن محمداً ليس بمرسل وإنما هو كذاب ولكن لا نوافقكم على إِنكار الرسالة والحشر والإشراك بالله من الأصنام ومن لم يؤمن بمحمَّدٍ ﷺ فهو كافر وإن آمن بغيره. لا بل نؤمن بمحمد ﷺ ولا نؤمن بالله ولا برسله ولا بالحشر، لأن الله تعالى كما أخبر عن الحشر وهو جائز أخبر عن نبوّة محمد ﷺ وهِيَ جائزة.
وقال المفسرون : إِن اليهود والمنافقين قالوا للذين كرهوا ما نزل الله وهم المشركون سنطيعكم في بعض الأمور في التعاون على عداوة محمد ﷺ والقعود عن الجهاد. وكانوا يقولونه سراً فقال الله تعالى :﴿ والله يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴾.
وقوله :« إسْرَارَهُمْ » قرأ الأخوان وحفص بكسر الهمزة مصدراً. والباقون بفتحها جمع سِرّ.
قوله :« فكيف » إما خبر مقدم، أي فيكف عمله بأسرارهم إذا توفتهم الملائكة.


الصفحة التالية
Icon