فالنبي عليه ﷺ كان يعرف )
المنافقين ولم يظهر أمرهم، لى أن أذن الله له في إظهار أمرهم، ومنع من الصلاة على جنائزهم، والقيام على قبورهم.
« بِسيماهُمْ » الظاهر أن المراد أنه تعالى لو شاء لجعل على وجوههم علامة أو يسمخهم كما قال :﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ ﴾ [ يس : ٦٧ ]. وروي أن جماعة منهم أصبحوا وعلى جباههم مكتوب هذا منافقٌ ثم قال تعالى :﴿ والله يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴾ وهذا وعد للمؤمنين وبيان لكون حالهم بخلاف حال المنافقين.
قوله :﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حتى نَعْلَمَ... وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ قرأ أبو بكر الثلاثة بالياء من أسفل يعني الله تعالى. والأعمش كذلك وتسكين الواو ( والباقون بنون العظمة. ورُوَيْسٌ كذلك وتسكين الواو والظاهر قطعة عن الأوّل في قراءة تسكين الواو ) ويجوز أن يكون سكن الواو تخفيفاً كقراءة الحسن :﴿ أَوْ يَعْفُوَاْ الذي ﴾ [ البقرة : ٢٣٧ ] بسكون الواو.

فصل


المعنى : لنُعَامِلَنَّكُمْ معالمة المختبر بأن نأمركم بالجهاد والقتال ﴿ حتى نَعْلَمَ المجاهدين مِنكُمْ والصابرين ﴾ أي علم الوجود والمشاهدة فإن تعالى قد علمه علم الغيب يريد نبين المجاهد الصابر على دينه من غيره وقوله :﴿ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ أي يظهرها ويكشفها بإباء من يأبى القتال ولا يَصْبِرُ على الجهاد.


الصفحة التالية
Icon