وقال الضَّحَّاكُ وابنُ زيد : هي خيبر وعدها الله عزّ وجلّ نبيه ﷺ قبل أن يصيبها ولم يكونوا برجونها. وقال قتادة : هي مكَّة. وقال عِكْرِمَةُ : حُنَيْن. وقال مجاهد : وما فَتَحُوا حتى اليوم، ﴿ وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ﴾.
قوله تعالى :﴿ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الذين كفَرُواْ ﴾ يعني أسداسً وغَطفانَ وأَهْلَ خَيْبَرَ ﴿ لَوَلَّوُاْ الأدبار ﴾، قال ابن الخطيب : وهذا يصلح جواباً لمن يقول : كَفّ الأيدي عنهم كان أمراً اتفاقياً، ولو اجتمع عليهم العرب كما زعموا لمنعوهم من فتح خيبر واغتنام غنائمها، فقال : ليس كذلك بل سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لا ينصرون والغلبة واقعة للمسلمين، فليس أمرهم أمراً اتفاقياً، بل هو أمر إلهيٌّ محكوم به محتوم. وثم قال ﴿ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ﴾.
قوله :﴿ سُنَّةَ الله ﴾ مصدر مؤكد لمضمون الجملة المقدمة، أي سَنَّ اللهُ ذَلك سنةً.
قال ابن الخطيب : وهذا جواب عن سؤال آخر يقوله قومٌ من الجُهَّال وهو : إن الطَّوَالِعَ والتأثيرات والاتِّصالاتِ تأثيراتٌ وتغييرات فقال : ليس كذلك، بل سنة الله نصرة رسوله، وإهلاك عدوه، والمعنى : هذه سنة الله في نصرة أوليائه، وقهر أعدائه ﴿ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً ﴾.