قوله :﴿ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ ﴾ أي ما لم تعلموا من المصلحة، وأن الصلاح كان في الصلح، وأن دخولكم في سنتكم سبب لوطء المؤمنين والمؤمنات وهوقوله تعالى :﴿ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ... ﴾ [ الفتح : ٢٥ ] الآية.
( فإن قيل : الفاء في قوله :« فعلم » فاء التعقيب، فقوله « فعلم » عقبت ماذا؟.
فالجواب : إن قلنا : إن المراد من « فَعَلِم » وقت الدخول فهو عقيب صَدَقَ، وإن قلنا : المراد فعلم المصلحة فالمعنى علم الوقوع والشهادة لا علم الغيب. والتقدير : لما حصلت المصلحةُ في العام القابل فعلم ما لم تعلموا من المصلحة المتجددة.
﴿ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ ﴾ أي من قبل دخولهم المسجد الحرام « فَتْحاً قَرِيباً » وهو فتح الحديبية عند الأكْثَرين. وقيل : فتح خيبر. ثم قال :﴿ وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ [ الفتح : ٢٦ ] وهذا يدفع وَهَمَ حدوثِ علمه في قوله :« فَعَلِمَ » ؛ لأن قوله :﴿ وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ [ الفتح : ٢٦ ] يفيد سَبْقَ علْمِهِ ).


الصفحة التالية
Icon