وسمع : ذَهَبَ مَحُّمْ أي معهم. وقال الزمخشري : ومحل « مَعَهَا سَائقٌ » النصب على الحال من « كُلّ » ؛ لتعرفه بالإضافة إلى ما هو في حكم المعرفة. وأنْحى عليه أبو حيان وقال : لا يقولُ هذا مبتدئٌ في النحو، لأنه لو نعت « كُلُّ نَفْسٍ » مَا نعت إلا بالنكرة. قال شهاب الدين : وهذا منه غير مرض إذ يعلم أنه لم يرد حقيقة ما قاله.
قوله :« لَقَدْ كُنْتَ » أي يقال له : لَقَدْ كُنْتَ، والقول إما صفة أو حال. والعامة على فتح التاء في « كُنْتَ » والكاف في « غِطَاءَكَ » و « بَصُرَكَ » حملاً على لفظ « كل » من التذكير. والجَحْدَريّ : كُنْتِ بالكسر مخاطبة للنفس. وهو وطلحة بن مصرف :﴿ عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ﴾ بالكسر مراعاة للنفس أيضاً. ولم ينقل صاحب اللوَّامح الكسر في الكاف عن الجَحْدَري، وعلى كل فيكون قد راعى اللفظ مرةً والمعنى أُخْرَى.
فصل
والمعنى ﴿ لقد كنت في غفلة من هذا ﴾ اليوم فكشفنا عنك الذي كان في الدنيا وعلى قلبك وسمعك وبصرك ﴿ فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ ﴾ نفاذ تبصر ما كنت تنكر في الدنيا. وقال مجاهد : يعني نظرك على لسان ميزانك حيث توزن حسناتكَ وسيِّئَاتُكَ. والمعنى أزلنا غَفْلَتَك عنك فبصرك اليوم حديد وكان من قبل كليلاً.