﴿ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [ الروم : ٢٧ ] أو معناه نَحْن أَعْلَمُ به من كل عالم بما يعلمه.
قوله :﴿ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ أي بمسلِّط تجبر على الإسلام، وهذا تسلية للنبي - ﷺ - أي أنك لست حفيظاً عليهم، ومكلفاً بأن يؤمنوا، إنما أنت منذر، وقد فعلت ما أُمِرْتَ بِهِ.
قال المفسرون : هي منسوخة بآية القتال.
قوله :﴿ فَذَكِّرْ بالقرآن مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ الخلاف في ياء ﴿ وَعِيدِ ﴾ [ ق : ١٤ ] إثباتاً وحذفاً. والمعنى دُم على الإنذار ولا تترك الهداية بالكلية، بل ذكِّر المؤمنين فإن الذكرى تنفَعُ المؤمنين.
وقوله :« بِالْقُرْآنِ » أي اتل عليهم القرآن ليحصل لهم المنفعة بسبب ما فيه أو فَذكِّر بالقُرْآنَ بين به أنك رسول الله لكونه معجزاً، أو يكون المراد فذكر بمقتضى ما في القرآن من الأوامر الواردة بالتبليغ والتذكير. وفي قوله : فذكر إشارة إلى أنه مُرْسَل مأمور بالتذكير بالقرآن المنزل عليه، وقوله « وَعِيدِ » إشارة إلى اليوم الآخر وقوله :( وَعيدِ ) إشارة إلى الوحدانية، إذ لو قال : وعيد الله لذهب الوَهْمُ إلى كل صَوْب. وضمير المتكلم أعرفُ المعارف، وأبعد عن الاشتراك. وقد تقدم أن أول السورة وآخرها مشتركان في المعنى حيث قال في الأول :﴿ ق والقرآن المجيد ﴾ [ ق : ١ ]، وقال في آخرها :« فَذَكِّرْ بِالقُرْآنِ ».
روى أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله - ﷺ - :« مَنْ قَرَأَ سُورَة ق هَوَّنَ الله عَلَيْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ ».


الصفحة التالية
Icon