٤٦٩٧- إنْ يُعَذِّبْ يَكُنْ غَرَاماً وإن يُعْ طِ جَزيلاً فإنَّهُ لا يُبَالِي
قال ابن عبَّاس وقتادة : الغرام : العذاب.
ومنه قول ابن المُحلَّم :[ الطويل ]
٤٦٩٨- وثِقْتُ بأنَّ الحِلْمَ منِّي سَجيَّةٌ وأنَّ فُؤادِي مُبْتَلٌ بك مُغْرمُ
وقال مجاهد وعكرمة : لمولع بنا.
يقال : أغرم فلان بفلانة أي أولع بها، ومنه الغرام، وهو الشر اللازم.
وقال مجاهد أيضاً : لملقون شرًّا.
وقال النحاس :« لمُغْرمُون » مأخوذون من الغرام، وهو الهلاك.
وقال الضحاك وابن كيسان : هو من الغرم.
و « المُغْرَم » : الذي ذهب ماله بغير عوضٍ، أي : غرمنا الحبَّ الذي بذرناه.
وقال مرة الهمداني : مُحَاسَبُون.
قوله :﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾.
أي : حرمنا ما طلبنا من الريع، والمحروم المحدود الممنوع من الرِّزق، والمحروم ضد المرزوق. قاله قتادة.
وعن أنس « أنَّ النبي ﷺ مرَّ بأرض الأنصار، فقال :» ما يمنَعُكمُ الحَرْث «؟ قالوا : الجُدوبة، فقال :» لا تَفْعَلُوا، فإنَّ الله - تعالى - يقولُ : أنَا الزَّارعُ، إن شِئْتُ زرعْتُ بالماءِ، وإن شِئْتُ زرعْتُ بالرِّيحِ، وإن شِئْتُ زرعتْ بالبَذْرِ «، ثم تلا :﴿ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ، أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزارعون ﴾ ».
قال القرطبي :« وفي هذا الحديث والذي قبله ما يصحح قول من أدخل الزَّارع في أسماء الله - تعالى - » وأباه جمهور العلماء.


الصفحة التالية
Icon