رُوِيَ أنَّ النبي ﷺ قال :« اسْمِي في التَّوراةِ أحْيَدُ؛ لأنِّي أحِيدُ أمَّتِي عن النَّارِ، واسمي في الزَّبُورِ : المَاحِي، مَحَا اللَّهُ بي عبدةَ الأوثانِ، واسْمِي في الإنجيلِ : أحْمَدُ، وفي القُرْآنِ : مُحَمَّدٌ؛ لأنِّي محمُود فِي أهْلِ السَّماءِ والأرْضِ ».
وفي الصحيح :« لِي خَمْسَةُ أسْمَاء : أنَا مُحمَّدٌ وأحمدُ، وأنا المَاحِي الذي يَمحُو اللَّهُ بِيَ الكُفر، وأنا الحَاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ على قدمِي، وأنَا العَاقِبُ » وقد تقدم.
قوله :﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم بالبينات ﴾.
قيل : عِيْسَى.
وقيل : مُحَمَّد ﷺ.
﴿ قَالُواْ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾.
قرأ حمزة والكسائي :« ساحر » نعتاً للرجل.
وروي أنها قراءة ابن مسعود.
والباقون :« سحر » نعتاً لما جاء به الرسول.
قال أبو حيان هنا : وقرأ الجمهور :« سحر »، وعبد الله، وطلحة والأعمش، وابن وثاب :« ساحر »، وترك ذكر الأخوين.
قوله :﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله الكذب ﴾ أي : لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب.
قوله :﴿ وَهُوَ يدعى إِلَى الإسلام ﴾.
جملة حالية من فاعل :« افْتَرَى »، وهذه قراءة العامة.
وقرأ طلحة :« يدَّعي » - بفتح الياء والدال مشددة - مبنياً للفاعل.
وفيها تأويلان :
أحدهما : قاله الزمخشري، وهو أن يكون « يفتعل » بمعنى :« يفعل » نحو :« لمسه والتمسه ».
والضميران، أعني :« هو »، والمستتر في :« يدعى » لله تعالى، وحينئذ تكون القراءتان بمعنى واحد، كأنه قيل : والله يدعو إلى الإسلام.
وفي القراءة الأولى يكون الضَّميران عائدين على « من ».
والثاني : أنه من ادّعى كذا دعوى، ولكنه لما ضمن يدّعي معنى ينتمي وينتسب عُدِّي باللام؛ وإلا فهو متعدٍّ بنفسه.
وعلى هذا الوجه فالضميران ل « من » أيضاً، كما هما في القراءة المشهورة.
وعن طلحة :« يُدَّعى » - مشدد الدال - مبنياً للمفعول.
وخرجها الزمخشري على ما تقدم من : ادَّعاه ودعاه بمعنى : لمسه والتمسه.
والضميران عائدان على « من » عكس ما تقدم عنده في تخريج القراءة الأولى، فإن الضميران لله، كما تقدم تحريره.
وهذا تعجب ممن كفر بعيسى ومحمد ﷺ بعد المعجزات التي ظهرت لهما، ثم قال :﴿ والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين ﴾ أي : من كان في حكمه أن يختم له بالضلالة والغي.
قوله :﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾.
الإطفاءُ هو الإخماد، يستعملان في النار، وفيما يجري مجراها من الضياء والظهور، ويفترق الإخماد والإطفاء من حيث إن الإطفاء يستعمل في القليل، فيقال : أطفأت السراج، ولا يقال : أخمدت السراج.