والمعنى : والله متم نوره، أي : بإظهاره في الآفاق.
فإن قيل : الإتمام لا يكون إلاَّ عند النُّقصان، فما معنى نقصان هذا النور؟.
فالجواب : إتمامه بحسب نقصان الأثر وهو الظُّهور في سائر البلاد من المشارق إلى المغارب، إذ الظهور لا يظهر إلا بالإظهار، وهو الإتمام، يؤيده قوله تعالى :﴿ اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [ المائدة : ٣ ].
وعن أبي هريرة : إن ذلك عند نزول عيسى - ﷺ - قاله مجاهد.
قوله :﴿ وَلَوْ كَرِهَ ﴾.
حال من هذه الحال فهما متداخلان، وجواب :« لو » محذوف، أي : أتمه وأظهره، وكذا ﴿ وَلَوْ كَرِهَ المشركون ﴾، والمعنى : ولو كره الكافرون من سائر الأصناف، فإن قيل : قال أولاً :﴿ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون ﴾، وقال ثانياً :﴿ وَلَوْ كَرِهَ المشركون ﴾ فما الفائدة؟.
فالجواب : إذا أنكروا الرسول ﷺ وما أوحي إليه من الكتاب، وذلك من نعمة الله تعالى، والكافرون كلهم في كفران النعم سواء فلهذا قال :﴿ ولو كره الكافرون ﴾، ولأن لفظ الكافر أعم من لفظ المشرك، فالمراد من الكافرين هنا : اليهود والنصارى والمشركون، فلفظ الكافر أليق به، وأما قوله :﴿ وَلَوْ كَرِهَ المشركون ﴾، فذلك عند إنكارهم [ التوحيد ] وإصرارهم عليه، فالنبي ﷺ دعاهم في ابتداء الدعوة إلى التوحيد ب « لا إله إلا الله »، فلم يقولوا :« لا إله إلا الله »، فلهذا قال :﴿ وَلَوْ كَرِهَ المشركون ﴾.