قاله أبو حيان.
وفيه نظر، كيف يخبرون عن أنفسهم أنهم يخرجون في حال الذل مع قولهم :« الأعز » أي :« أخُصُّ الأعزَّ » ويعنون ب « الأعزِّ » أنفسهُم.
وقد حكى هذه القراءة أيضاً أبو حاتم.
وحكى الكسائي والفرَّاء : أن قوماً قرأوا :« ليَخْرُجنَّ » - بفتح الياء وضم الراء - ورفع « الأعزّ » فاعلاً ونصب « الأذل » حالاً.
وهي واضحة.
وقرىء :« ليُخْرجَنَّ » - بضم الياء - مبنيًّا للمفعول، « الأعز » قائم مقام الفاعل « الأذلّ » حال أيضاً.
فصل في ختم الآية ب « لا يفقهون »
قال ابن الخطيب : فإن قيل : ما الحكمةُ في أنه تعالى ختم الآية الأولى بقوله :« لا يَفْقَهُونَ » وختم الثَّانية بقوله :« لاَ يَعْلمُونَ »؟.
فالجواب : ليعلم بالأولى قلة كياستهم وفهمهم، وبالثانية حماقتهم وجهلهم، ولا يفقهون من فِقهَ يَفْقَهُ، كعلِمَ يَعْلَمُ، أو من فقُهَ يَفقهُ، كعَظُمَ يَعظُمُ، فالأول لحصولِ الفقه بالتكلُّفِ، والثاني لا بالتكلُّفِ، فالأول علاجيٌّ، والثاني مزاجي.