٤٧٧٨ - فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِنْ بَيْنِ مُنْضِجٍ صَفِيفِ شِواءٍ أو قَدِيدٍ مُعَجَّلِ
فإنهم جعلوه من العطف على التوهُّم، وذلك أنه توهّم أنه أضاف « منضج » إلى « صفيف » وهو لو أضافه إليه فجره فعطف « قديدٍ » على « ضعيفٍ » بالجر توهماً لجرّه بالإضافة «.
وقرأ عبيد بن عمير :»
وأكُونُ « برفع الفعل على الاستئناف، أي :» وأنَا أكُونُ «، وهذا عدةٌ منه بالصلاح.

فصل فيما تدل عليه الآية


قال ابن عباس رضي الله عنهما : هذه الآية تدل على أن القوم لم يكونوا من أهل التوحيد؛ لأنه لا يتمنى الرجوع إلى الدنيا أو التأخير فيها أحد له عند اللَّه خير في الآخرة.
قال القرطبي :»
إلا الشَّهيد فإنه يتمنّى الرجوع حتى يقتل لما يرى من الكرامة «.
وقال الضحاك : لم ينزل بأحد لم يحج ولم يؤد الزكاة الموت إلا طلب الرجعة وقرأ هذه الآية ﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ الله نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ والله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ من خير وشرّ.
قرأ أبو بكر عن عاصم والسلمي : بالياء من تحت على الخبر على من مات، وقال هذه المقالة.
والباقون : بالخطاب، وهما واضحتان.
روى الثعلبي في تفسيره عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله ﷺ :»
مَنْ قَرَأ سُورةَ المُنافقينَ بَرِىءَ مِنَ النِّفَاقِ « والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon