[ الإسراء : ٧ ]. فكل ما يفعله الرجل من خير فإنما هو لنفسه، والصحيح أنها عامة.
قوله :﴿ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ ﴾.
في نصبه أوجه :
أحدها : قال سيبويه : إنه مفعول بفعل مقدر، دلَّ عليه « وأنفقوا »، تقديره : ايتوا في الإنفاق خيراً لأنفسكم وقدموا لأنفسكم كقوله :﴿ انتهوا خَيْراً لَّكُمْ ﴾ [ النساء : ١٧١ ].
الثاني : تقديره : يكن الإنفاق خيراً، فهو خبر كان المضمرة، وهو قول أبي عبيدة.
الثالث : أنه نعت مصدر محذوف، وهو قول الكسائي والفراء، أي : إنفاقاً خيراً.
الرابع : أنه حال، وهو قول الكوفيين.
الخامس : أنه مفعول بقوله « أنفِقُوا »، أي : أنفقوا مالاً خيراً.
قوله :﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فأولئك هُمُ المفلحون ﴾.
تقدم نظيره.
وكذا ﴿ إِن تُقْرِضُواْ الله قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ ﴾.
تقدم في سورة البقرة والحديد.
﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ والله شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾.
تقدم معنى الشكر في « البقرة ». والحليم : الذي لا يعجل.
قال بعضهم القَرْض الحسن : هو التصدق من الحلال.
وقيل : التصدق بطيب النفس، والقرض هو الذي يرجى بدله.
قوله :﴿ عَالِمُ الغيب والشهادة ﴾.
أي : ما غاب وحضر، « وهُوَ العَزيزُ » الغالب القاهر، فهو من صفات الأفعال، ومنه قوله - تعالى - :﴿ تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم ﴾ [ الزمر : ١ ] أي : من الله القاهر المُحْكم خالق الأشياء.
وقال الخطابي : وقد يكون بمعنى نفاسة القدر، يقال منه :« عَزَّ يَعِزُّ » - بكسر العين - فيكون معنى العَزِيز على هذا أنه لا يعادله شيء وأنه لا مثل له « الحَكِيمُ » في تدبير خلقه.
وقال ابن الأنباري :« الحَكِيمُ » هو المُحْكِم الخلق للأشياء، صرف عن « مفعل » إلى « فعيل » ومنه قوله - تعالى - :﴿ الم تِلْكَ آيَاتُ الكتاب الحكيم ﴾ [ لقمان : ١، ٢ ].
فصرف عن « مفعل » إلى « فعيل » والله أعلم.
روى الثعلبي عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله ﷺ :« مَا مِنْ مولُودٍ يُولَدُ إلاَّ وهو على الفطرة فِي تَشَابِيكِ رَأسِهِ مَكتُوبٌ خَمْسُ آيَاتٍ من فَاتحةِ سُورةِ التَّغَابنِ ».
وعن زرّ بن حبيش قال : قال رسول الله ﷺ :« مَن قَرَأ سُورَةَ التَّغَابُنِ رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْتَ الفُجَاءَةِ » والله أعلم.