وأكممتُ وكَمَمْت أي : أخرجت كمامها، والكِمَامُ - بالكسر - والكمامة أيضاً : ما يكمّ به فَمُ البعير لئلا يعضّ، تقول منه بعير مكموم أي محجوم، وكممت الشيء : غطّيته، ومنه كُمُّ القميص - بالضم - والجمع :« أكْمَام وكِمَمَة » مثل : جُبّ وجببة.
و « الكُمَّةُ » : القَلَنْسُوَة [ المدورة ] ؛ لأنها تغطي الرأس.
قال رحمه الله :[ الطويل ]
٤٦٢٥- فَقُلْتُ لَهُمْ :
كِيلُوا بِكُمَّةِ بَعْضِكُمْ | دَرَاهِمَكُمْ، إنِّي كذلِك أكْيَل |
وقال ابن زيد : ذات الطلع قبل أن يتفتّق.
وقال عكرمة : ذات الأحْمَال.
وقال الضَّحاك :« ذات الأكمام » : ذات الغلف.
والأكمام : الأوعية التي يكون فيها الثمر؛ لأن ثمر النخل يكون في غلاف ما لم يتشقق، والمراد بالفاكهة : الفواكهة.
قال ابن كيسان : ما يتفكّهون به من النعم التي لا تُحْصَى، ونكّر الفاكهة للتكثير والتعظيم.
قوله :﴿ والحب ذُو العصف والريحان ﴾.
قرأ ابن عامر : بنصب الثلاثة. وفيه ثلاثة أوجه :
النصب على الاختصاص، أي « وأخص الحبَّ » قاله الزمخشري.
وفيه نظر، لأنه لم يدخل في مسمى الفاكهة والنخل حتى يخصّه من بينها، وإنما أراد إضمار فعل، وهو « أخص » فليس هو الاختصاص الصّناعي.
الثاني : أنه معطوف على « الأرض ».
قال مكي :« لأن قوله » والأرض وضعها « أي : خلقها، فعطف » الحب « على ذلك ».
الثالث : أنه منصوب ب « خلق » مضمراً، أي « وخلق الحب ».
وقال مكي :« أو وخلق الحب »، وقراءته موافقة لرسم مصاحف بلدهِ، فإن مصاحف « الشام » « ذا » بالألف.
وجوزوا في « الرَّيْحَان » أن يكون على حذف مضاف، أي « وذا الريحان » فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، ك ﴿ وَسْئَلِ القرية ﴾ [ يوسف : ٨٢ ].
وقرأ الأخوان برفع الأولين وجرّ « الرَّيْحَان » عطفاً على « العَصْف » وهي تؤيد قول من حذف المضاف في قراءة ابن عامر.
والباقون : برفع الثلاثة عطفاً على « فاكهة » أي : وفيها أيضاً هذه الأشياء.
ذكر أولاً ما يتلذّذون به من الفواكهة.
وثانياً : الشيء الجامع بين التلذّذ والتغذِّي، وهو ثمر النخل.
وثالثاً : ما يتغذى به فقط، وهو أعظمها؛ لأنه قوت غالب الناس.
ويجوز في « الرَّيْحَان » على هذه القراءة أن يكون معطوفاً على ما قبله، أي :« وفيها الريحان » أيضاً، وأن يكون مجروراً بالإضافة في الأصل، أي :« وذو الريحان » ففعل به ما تقدم.
و « العَصْفُ » قال مجاهد رضي الله عنه : ورق الشَّجر والزرع.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : تِبْن الزرع وورقه الذي تَعْصِفُه الرياح.