وقيل : تحلة اليمين الاستثناء، أي : فرض اللَّهُ لكم الاستثناء المخرج عن اليمين، ثم عند قوم يجوز الاستثناء من الأيمان متى شاء، وإن تخَلَّلَ مُدَّةٌ.
وعند الجمهور لا يجوز إلا متصلاً، فكأنه قال :« استثن بعد هذا فيما تحلف عليه » وتحلة اليمين تحليلها بالكفارة.
قال القرطبيُّ :« والأصل » تحللة «، فأدغمت، و » تَفْعِلَة « من مصادر » فَعَّل « كالتوصية والتسمية، فالتحلية تحليل اليمين، فكأن اليمين عقد، والكفارة حلٌّ وقيل : التحلة الكفارة، أي : أنها تحلُّ للحالف ما حرَّم على نفسه، أي إذا كفر صار كمن لم يحلف ».
فصل
قال ابن الخطيب : وتحلة القسم على وجهين :
أحدهما : تحليله بالكفارة كما في هذه الآية.
وثانيهما : أن يستعمل بمعنى الشيء القليل وهذا هو الأكثر، كما روي من قوله - ﷺ - :« لَنْ تَلِجَ النَّارَ إلا تحِلَّةَ القسمِ » أي : زماناً يسيراً.
وقرىء :« كفَّارة أيمانِكُم ».
قوله :﴿ والله مَوْلاَكُمْ ﴾.
أي : وليّكم وناصركم في إزالة الحظر، فيما تحرمونه على أنفسكم، وبالترخيص لكم في تحليل أيمانكم بالكفَّارة، وبالثواب على ما تخرجونه في الكفارة ﴿ وَهُوَ العليم الحكيم ﴾.