أما إذا أريد بالحميم : الصديد فلا يتأتَّى ذلك.
وعلى هذا الذي ذكرنا، فيه سؤالٌ، وهو أن يقال : بأي شيء تعلَّق الجارُّ والظرفان؟ والجواب : إنَّها تتعلق بما تعلق به الخبرُ، أو يجعل « له » أو « هاهنا » حالاً من « حميم » ويتعلق « اليوم » بما تعلق به الحال، ولا يجوز أن يكون « اليوم » حالاً من « حميم »، و « له » و « هاهنا » متعلقان بما تعلق به الحال؛ لأنه ظرف زمان، وصاحبُ الحال جثة، وهذا موضعٌ حسنٌ مفيدٌ.
و « الغِسْلين » :« فِعْلين » من الغُسَالة، فنُونُه وياؤه زائدتان.
قال أهل اللغة : هو ما يجري من الجراح إذا غسلت.
قال المفسرون : هو صديدُ أهل النَّارِ.
وقيل : شجر يأكلونه.
وعن ابن عباس : لا أدري ما الغِسْلينُ.
وسمي طعاماً؛ لقيامه مقامه فسمي طعاماً؛ كقوله :[ الوافر ]
٤٨٥٢ -......................... | تَحِيَّةُ بَينِهمْ ضَرْبٌ وجِيعُ |
والعامةُ : يهمزون « الخاطئون »، وهم اسم فاعل من « خَطَأ يَخْطأ » إذا فعل غير الصواب متعمداً، والمخطىءُ من يفعله غير متعمد.
وقرأ الحسنُ والزهريُ والعتكي وطلحة :« الخَاطِيُون » بياء مضمومة بدل الهمزة.
وقرأ ناقع في رواية وشيبة : بطاء مضمومة دون همزة.
وفيها وجهان :
أحدهما : أنه كقراءة الجماعةِ إلا أنه خفف بالحذف.
والثاني : أنه اسم فاعل من « خَطَا يَخْطُوا » إذا اتبع خطوات غيره، فيكون من قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشيطان ﴾ [ البقرة : ١٦٨ ]، قاله الزمخشريُّ.
وقد تقدم أول الكتاب أن نافعاً يقرأ :« الصَّابيون » بدون همز، وكلام الناس فيها.
وعن ابن عباس : ما الخاطُون، كلنا نخطُو.
وروى عنه أبو الأسود الدؤليُّ : ما الخاطُون إنما هو الخاطئون، وما الصَّابون إنما هو الصَّابئون، ويجوز أن يراد الذين يتخطون الحقَّ إلى الباطل ويتحدون حدود الله.