قال القرطبي : وقال الحسن : أنزل اللَّهُ تعالى :﴿ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴾، وقال : لمن هو؟ فقال :« للكافرين »، فاللام في « لِلكَافِريْنَ » متعلقة ب « واقع ».
وقال الفرَّاءُ : التقدير : بعذابٍ للكافرين واقع، فالواقع من نعت العذاب، فاللام دخلت للعذاب لا للواقع.
أي : هذا العذاب للكافرين في الآخرة، لا يدفعه عنهم أحدٌ.
وقيل : إن اللام بمعنى « على » أي : واقع على الكافرين كما في قراءة أبَيِّ المتقدمة.
وقيل : بمعنى « عَنْ » أي : ليس له دافع عن الكافرين.
قوله :﴿ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾.
يجوز أن يكون نعتاً آخر ل « عذاب »، وأن يكون مستأنفاً، والأول أظهر.
وأن يكون حالاً من « عَذاب » لتخصصه، إما بالعمل وإما بالصفة، وأن يكون حالاً من الضمير في « للكافرين » إن جعلناه نعتاً ل « عَذاب ».
قوله :﴿ مِّنَ الله ﴾ يجوز أن يتعلق ب « دَافِعٌ » بمعنى ليس له دافع من جهته، إذا جاء وقته، وأن يتعلق ب « واقع »، وبه بدأ الزمخشري، أي : واقع من عنده.
وقال أبو البقاء : ولم يمنع النفي من ذلك؛ لأن « لَيْسَ » فعل.
كأنه استشعر أن ما قبل النفي لا يعمل فيما بعده.
وأجاب : بأنَّ النفي لما كان فعلاً ساغ ذلك.
قال أبو حيَّان : والأجود أن يكون « مِنَ اللَّهِ » متعلقاً ب « وَاقع »، و ﴿ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾ جملة اعتراض بين العامل ومعموله. انتهى.
وهذا إنما يأتي على البدل، بأنَّ الجملة مستأنفةٌ، لا صفة ل « عذاب »، وهو غير الظاهر كما تقدم لأخذ الكلام بعضه بحجزة بعض.
قوله :« ذي » صفة لله، ومعنى :« ذِي المَعارِج »، أي : ذي العلو والدرجات الفواضل والنعم؛ لأنها تصل إلى الناس على مراتب مختلفة، قاله ابن عباس وقتادة.
« فالمعارج »، مراتبُ إنعامه على الخلق.
وقيل : ذي العظمة والعلو.
وقال مجاهدٌ : هي معارج السماءِ.
وقيل : هي السموات.
قال ابن عباس : أي : ذي السموات، سمَّاها معارج الملائكةِ، لأن الملائكةَ تعرج إلى السماءِ، فوصف نفسه بذلك.