وقوله :« التي تؤويه »، أي : ينصرونه.
وقال مالك : أمُّه التي تربيه، حكاه الماورديُّ، ورواه عنه أشهبُ.
قال شهاب الدين : ولم يبدله السوسي عن أبي عمرو، قالوا : لأنه يؤدي إلى لفظ هو أثقل منه، والإبدال للتخفيف.
وقرأ الزهريُّ :« تؤويهُ، وتُنجِيهُ » بضم هاء الكناية، على الأصل.
و « ثُمَّ نُنجِيْهِ » عطف على « يَفْتَدِي » فهو داخلٌ في خبر « لَوْ » وتقدم الكلامُ فيها، هل هي مصدريةٌ أم شرطيةٌ في الماضي، ومفعول « يَوَدُّ » محذوف، أي : يودُّ النَّجاة.
وقيل : إنها هنا بمعنى « أن » وليس بشيء، وفاعل « ينجيه » إما ضميرُ الافتداء الدالُّ عليه « يَفْتَدي »، أو ضمير من تقدم ذكرهم، وهو قوله :﴿ وَمَن فِي الأرض ﴾.
و ﴿ مَن فِي الأرض ﴾ مجرور عطفاً على « بَنِيْهِ » وما بعده، أي : يودُّ الافتداء بمن في الأرض أيضاً و « حميماً » إما حال، وإما تأكيد، ووحد باعتبار اللفظ.
فصل فيما يترتب على معنى « فصيلته » من أحكام
إذا وقف على فصيلته، أو أوصى لها فمن ادعى العموم حمله على عشيرته، ومن ادعى الخصوص حمله على الآباء الأدنى فالأدنى، والأول أكثر في النطقِ، قاله القرطبي و « تؤويه » تضمه وتؤمنهُ من خوف إن كان به، ﴿ وَمَن فِي الأرض جَمِيعاً ﴾، أي : ويود لو فدي بهم لافتدى « ثُمَّ يُنجِيْهِ » أي : ويخلصه ذلك الفداءُ، فلا بُدَّ من هذا الإضمار، كقوله :﴿ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ [ الأنعام : ١٢١ ] أي : وإن أكلهُ لفسقٌ.
وقيل :« يَودُّ المُجرمُ » يقتضي جواباً بالفاء كقوله :﴿ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [ القلم : ٩ ].
والجوابُ في هذه الآية « ثُمَّ يُنجِيهِ » لأنَّها من حروف العطف، أي يودُّ المجرم لو يفتدي، وينجيهِ الافتداءُ.