٤٨٨٩ - يَرِيشُ اللَّهُ في الدُّنيَا ويَبْرِي | ولا يَبْرِي يعُوقُ ولا يَرِيشُ |
وقال الواقدي : كان « ودّ » على صورة رجلٍ، و « سُواع » على صورة امرأة، و « يَغُوث » على صورة أسد، و « يعوق » على سورة فرس، و « نَسْر » على سورة نسر من الطير، والله أعلم. قوله :﴿ وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً ﴾، أي : الرؤساء فهو عطف على قوله :﴿ وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً ﴾، أو الأصنام، وجمعهم جمع العقلاءِ، معاملة لهم معاملة العقلاء لقوله تعالى :﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ الناس ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ].
قوله :﴿ وَلاَ تَزِدِ الظالمين ﴾. عطف على قوله :﴿ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي ﴾ [ على حكاية كلام نوح بعد « قال » وبعد الواو النائبة عنه، أي قال : إنهم عصوني ]، وقال :« لا تَزِد »، أي : قال هذين القولين، فهما في محل نصب، قاله الزمخشريُّ. قال :« كقولك : قال زيد نودي للصلاة، وصلِّ في المسجد يحكي قوليه، معطوفاً أحدهما على صاحبه ».
وقال أبو حيَّان :« ولا تَزِد » معطوف على « قَدْ أضلُّوا » لأنها محكية ب « قَالَ » مضمرة، ولا يشترط التناسب في الجمل المتعاطفة، بل تعطف خبراً على طلب، وبالعكس خلافاً لمن اشترط ذلك.
فصل في معنى « إلا ضلالاً »
معنى قوله :﴿ إِلاَّ ضَلاَلاً ﴾.
قال ابن بحر : أي إلا عذاباً، لقوله تعالى :﴿ إِنَّ المجرمين فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ ﴾ [ القمر : ٤٧ ].
وقيل : إلاَّ خسراناً.
وقيل : إلاَّ فتنة بالمال.
قوله :﴿ مِّمَّا خطيائاتهم ﴾. « مَا » مزيدة بين الجار والمجرور للتوكيد، ومن لم ير زيادتها جعلها نكرة، وجعل « خَطِيئَاتهِم » بدلاً وفيه تعسف.
وتقدم الخلاف في قراءة « خَطِيئاتِهِم » في « الأعراف ».
وقرأ أبو رجاء :« خطيّاتهم » جمع سلامة إلاَّ أنه أدغم الياء في الياء المنقلبة عن الهمزة.
وقال أبو عمرو : قوم كفروا ألف سنةٍ فلم يكن لهم إلاَّ خطيَّات، يريد أنَّ الخطايا أكثر من الخطيَّات.
وقال قوم : خطايا وخطيات، جمعان مستعملان في القلة، والكثرة، واستدلوا بقول الله تعالى :﴿ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله ﴾ [ لقمان : ٢٧ ].
وقال الشاعر :[ الطويل ]
٤٨٩٠ - لَنَا الجَفنَاتُ الغُرّ يَلْمَعْنَ بالضُّحَى | وأسْيَافُنَا يَقْطُرنَ مِنْ نَجْدةٍ دَمَا |
وقرأ عبد الله « مِنْ خَطيئاتِهم مَا أغْرِقُوا »، فجعل « ما » المزيدة بين الفعلِ وما يتعلق به.
و « من » للسببية تتعلق ب « أغْرقُوا ».
وقال ابنُ عطية : لابتداء الغايةِ، وليس بواضح.
وقرأ العامةُ :« أغرقوا » من « أغرق ».
وزيد بن علي :« غُرِّقُوا » بالتشديد.