٤٦٦٠- وطَالَمَا أصلي اليَاقوتُ جَمْر غَضَى ثُمَّ انْطفَى الجَمْرُ والياقوتُ يَاقوتُ
أي حاله لم يؤثر بها، وجه التشبيه كما قال الحسن في صفاء الياقوت، وبياض المرجان، وهذا على القول بأنه أبيض.
وقيل : الوجه في الصفة بهما لنفاستهما لا للونهما، ولذلك سموا بمرجانة ودُرَّة وشبه ذلك.
قوله تعالى :﴿ هَلْ جَزَآءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان ﴾.
قرأ ابن أبي إسحاق :« إلا الحسان » أي : الحور الحسان.
قال القرطبي : هَلْ في الكلام على أربعة أوجه : تكون بمعنى « قد »، كقوله تعالى :﴿ هَلْ أتى عَلَى الإنسان ﴾ [ الإنسان : ١ ]، ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ ﴾ [ طه : ٩ ]، وبمعنى الاستفهام كقوله :﴿ فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً ﴾ [ الأعراف : ٤٤ ].
وبمعنى الأمر كقوله تعالى :﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾ [ المائدة : ٩١ ].
وبمعنى « ما » في الجَحْد كقوله تعالى :﴿ فَهَلْ عَلَى الرسل إِلاَّ البلاغ المبين ﴾ [ النحل : ٣٥ ]، و ﴿ هَلْ جَزَآءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان ﴾.
قال ابن الخطيب : في هذه الآية وجوهٌ كثيرة حتى قيل : إنَّ في القرآن ثلاث آيات في كل واحدة منها مائة قول :
أحدها : قوله تعالى :﴿ فاذكرونيا أَذْكُرْكُمْ ﴾ [ البقرة : ١٥٢ ].
ثانيها :﴿ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ﴾ [ الإسراء : ٨ ].
ثالثها :﴿ هَلْ جَزَآءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان ﴾ والمشهور منها أقوال :
أحدها : قال عكرمة : أي : هل جزاء من قال : لا إله إلاَّ الله، وعمل بما جاء به محمد ﷺ إلا الجنة.
وقيل : هل جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة. قاله ابن زيد.
« وروى أنس - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قرأ ﴿ هَلْ جَزَآءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان ﴾ ثم قال : هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قال : هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة ».
« وروى ابن عباس أن النبي ﷺ قرأ هذه الآية، فقال :» يقول الله تعالى : هل جزاء من أنعمت عليه بمعرفتي وتوحيدي إلاّ أنْ أُسكنه جنَّتي وحظيرة قدسي برحمتي « ».
وقال الصادق : هل جزاء من أحسنت إليه في الأزل إلا حفظ الإحسان إليه في الأبد.
قال ابن الخطيب : والأقرب أنه عام، فجزاء كل من أحسن إلى غيره أن يحسن هو أيضاً.


الصفحة التالية
Icon