انتهى.
وكان قد قال قبل ذلك بقليل :« شبهت بالقصور، ثم بالجمال لبيان التشبيه؛ ألا ترى أنهم يشبهون الإبل بالأفدان والمجادل ».
والأفدان : القصور؛ كأنه يشير إلى قول عنترة :[ الكامل ]
٥٠٦٤- فَوقفْتُ فِيهَا نَاقَتِي وكَأنَّهَا | فَدنٌ لأقْضِيَ حَاجةَ المُتلومِ |
فصل في المراد بالقصر
قال القرطبي : القصر : البناء العالي.
وقيل : القصر : جمع قصرة - ساكنة الصاد - مثل جمرة وجمرة، وتمر وتمرة، والقصر : الواحدة من جزل الحطب الغليظ.
قال سعيد بن جبير، والضحاك : هي أصول الشجر والنخل العظام إذا وقع وقطع.
وقيل : أعناقه : شبّه الشرر بالجمال الصفر، وهي الإبل السود، والعرب تسمي السود من الإبل صفراً.
قال الشاعر :[ الخفيف ]
٥٠٦٥- تِلْكَ خَيْلِي منهُ وتِلْكَ رِكَابِي | هُنَّ صُفْرٌ أولادُهَا كالزَّبيبِ |
قال الترمذي : وهذا القول ضعيف، ومحال في اللغة أن يكون من يشوبه قليل فينسب كله إلى ذلك الشائب، فالعجب ممن قال هذا، وقد قال تعالى :﴿ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ﴾ فلا نعلم شيئاً من هذا في اللغة. والجمالات : الجمال.
وقال الفراء : يجوز أن تكون الجُمَالات - بالضم - من الشيء المجمل، يقال : أجملت الحساب، وجاء القوم جملة، أي مجتمعين.
والمعنى : أن هذا الشرر يرتفع كأنه شيء مجموع غليظ أصفر.
قيل : شبهها بالجمالات لسرعة سيرها.
وقيل : لمتابعة بعضها بعضاً.