قوله :﴿ سَفَرَة ﴾ جمع سافر وهو الكاتب ومثله كاتب وكتبة، وسفرت بين القوم أسفر سفارة أصلحت بينهم قال :
٥١٠٧ج- فَمَا أدَعُ السِّفارةَ بَيْنَ قَومي | ولا أمْشِي بغِشٍّ إن مَشَيْتُ |
وقوله :﴿ كِرَامٍ ﴾ هي لفظة مخصوصة بالملائكة عند الإطلاق، ولا يشاركهم فيها سواهم، وروى الضحاك عن ابن عباس في « كِرامٍ » قال : يتكرمون أن يكونوا مع ابن آدم إذا خلا بزوجته أو تَبَرَّزَ لغائطهِ.
وقيل : يُؤثِرُون منافعَ غيرهم على منافع أنفسهم.
وقوله تعالى :﴿ بَرَرَةٍ ﴾ جمع بارّ، مثل : كافرٍ وكفرةٍ، وساحرٍ وسحرةٍ وفاجرٍ وفجرةٍ، يقال : برٌّ وبارٌّ، إذا كان أهلاً للصِّدقِ، برَّ فلان في يمينه أي : صدق، وفلان يَبِرُّ خالقهُ ويتبرَّرهُ : أي : يُطِيعهُ، فمعنى « بررة » أي : مطيعين لله صادقين الله في أعمالهم.
فصل في المراد بالسفرة
قال ابن الخطيب : قوله تعالى :﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴾ يقتضي أن طهارة تلك الصحف إنما حصلت بأيدي هؤلاء السَّفرة، فقال القفالُ في تقريره : لمَّا كان لا يمسُّها إلا الملائكة المطهرون أضيف التطهير إليها لطهارة من يمسُّها.
وقال القرطبي : إن المراد بقوله - تعالى - في سورة « الواقعة » :﴿ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المطهرون ﴾ [ الواقعة : ٧٩ ] أنهم الكرام البررة في هذه السورة.