قال الضحاكُ :« حَقَّتْ » أطاعت وحقَّ لها أن تُطِيعَ.
وقال ابن الخطيب : وهو من قولك : محقوقٌ بكذا وحقيقٌ به، وهي حقيقة بأن تنقاد، ولا تمتنع.
قوله :﴿ وَإِذَا الأرض مُدَّتْ ﴾ مد الأديم.
وقيل :« مُدَّتْ » بمعنى : أمدت وزيد في سعتها وقال مقاتلٌ رضي الله عنه : سُويت كمدّ الأديمِ، فلا يبقى فيها بناء ولا جبل، كقوله تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال ﴾ [ طه : ١٠٥ ] الآية.
قوله :﴿ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا ﴾. أي : أخرجت ما فيها من الموتى والكنوز، لقوله تعالى :﴿ وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا ﴾ [ الزلزلة : ٢ ]، « وتَخَلَّت » أي : خليتْ منها، ولم يبق في بطنها شيء، وذلك يؤذنُ بعظم الأمر كما تلقي الحامل ما في بطنها عند الشدة، ووصفت الأرض بذلك توسعاً وإلا فالتحقيق أنَّ الله تبارك وتعالى هو المخرج لتلك الأشياءِ من بطن الأرض.
قوله تعالى :﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾. تقدَّم تفسيره، وهذا ليس بتكرار؛ لأن الأوَّل في السماء وهذا في الأرض.


الصفحة التالية
Icon