[ المؤمنون : ٣٧ ] ﴿ مَن يُحيِي العظام وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾ [ يس : ٧٨ ] ﴿ أَجَعَلَ الآلهة إلها وَاحِداً ﴾ [ ص : ٥ ] ﴿ لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ ﴾ [ الزخرف : ٣١ ] ﴿ فَهِيَ تملى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [ الفرقان : ٥ ].
وقيل : الطعن فيه بكونه ساحراً، أو شاعراً، او مجنوناً، حاشاه من ذلك ﷺ.
وقيل : قصدهم قتله، لقوله تعالى :﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الذين كَفَرُواْ ﴾ [ الأنفال : ٣٠ ] الآية.
وأما قوله :﴿ وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾. أي : أجازيهم جزاء كيدهم.
وقيل : هو ما أوقع الله - تعالى - بهم يوم « بدر » من القتل، والأسر.
وقيل : استدراجهم من حيث لا يعلمون.
وقيل : كيد الله تعالى، بنصره وإعلاء درجته ﷺ تسمية لأحد المقتابلين باسم الآخر، كقوله تعالى :﴿ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ﴾ [ الشورى : ٤٠ ] ؛ وقول الشاعر :[ الوافر ]
٥١٧٣- ألاَ لاَ يجْهلَنْ أحَدٌ عليْنَا | فَنجهَلَ فوْقَ جَهْلِ الجَاهِلينَا |
قوله :﴿ أَمْهِلْهُمْ ﴾. هذه قراءة العامة، لما كرر الأمر توكيداً خالف بين اللفظين.
وعن ابن عبَّاس رضي الله عنهما :« مَهِّلهُمْ » كالأول، ومهَّل وأمْهَل بمعنى مثل : نزل وأنزل، والإمهال والتَّمهيل : الانتظار، يقال : أمهلتك كذا، أي : انتظرتك لتفعله، والاسم : المهلة والاستمهال : الانتظار، والمَهْل : الرِّفقُ والتُّؤدةُ، وتمهل في أمره : أي : أتاه، وتمهَّلَ تمهيلاً : اعتدل وانتصب، والامتهال : سكون وفتور، ويقال : مهلاً يا فلان، اي رفقاً وسكوناً.
قوله :﴿ رُوَيْداً ﴾. مصدر مؤكد لمعنى العامل، وهو تصغير إرواد على الترخيم، وقيل : بل هو تصغير « رود » كذا قال أبو عبيد.
وأنشد :[ البسيط ]
٥١٧٤- كَأنَّهُ ثَمِلٌ يَمْشِي على رَوَدِ... أي : على مهل. واعلم أن « رويداً » : يستعمل مصدراً بدلاً من اللفظ بفعله، فيضاف تارة، كقوله تعالى :﴿ فَضَرْبَ الرقاب ﴾ [ محمد : ٤ ]، ولا يضاف أخرى، نحو : رويداً زيداً ويقع حالاً، نجو : ساروا رويداً، أي : متمهلين، ونعت المصدر، نحو :« ساروا رويداً »، أي : سيراً رويداً، وتفسير « رويداً » مهلاً، وتفسير « رويدك » أمهل؛ لأن الكاف إنمت تدخله إذا كان بمعنى :« افعل » دون غيره، وإنَّما حُرِّكت الدال لالتقاء الساكنين، ونصب نصب المصادر، وهو مصغَّر مأمور به؛ لأنه تصغير الترخيم من « إرواد » : وهو مصدر :« أرود، يرود » وله أربعة أوجه : اسماً للفعل، وصفة، وحالاً، ومصدراً، وقد تقدم ذكرها.
قال ابن عباس :- رضي الله عنهما - :« رويداً » أي : قريباً.
وقال قتادةُ : قليلاً.
وقيل :﴿ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ﴾ إلى يوم القيامة، وإنما صغِّر ذلك من حيث إن كل آت قريب.
وقيل :« أمهلهم رويداً » إلى يوم يرد.
روى الثعلبي عن أبي بن كعبٍ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ ﴿ والسمآء والطارق ﴾ اعطاهُ اللهُ تعَالى مِنَ الأجْرِ بعَددِ كُلِّ نجمٍ في السَّماءِ عَشْرَ حَسَناتٍ » والله تعالى أعلم.