قال شهاب الدين : أما كونهم لم ينطقوا ب « دوان »، فلم يلزم منه رد ما قاله الزمخشري، ونص النحاة على أن أصل « ديوان » :« دِوَّان »، و « قيراط » :« قِرَّاط » بدليل الجمع على « دواوين وقراريط » وكونه شاذًّا لا يقدح؛ لأنه لم يذكره مقيساً عليه، بل منظراً به.
وذهب مكي إلى نحو من هذا، فقال : وأصل الياء : واو، ولكن انقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وكان يلزم من شدد أن يقول : إوَّابهم؛ لأنه من الواو، أو يقول : إيوابهم، فيبدل من الأول المشدد ياء، كما قالوا « ديوان » وأصله :« دوان ». انتهى.
وقيل : هو مصدر ل « أوَّب » بزنة :« أكْرمَ » من الأوب، والأصل « إواب »، ك « إكرام »، فأبدلت الهمزة الثانية ياء لسكونها بعد همزة مكسورة، فصار اللفظ « إيواباً »، اجتمعت الواو والياء على ما تقدم فقلب وأدغم ووزنه :« إفْعَال » وهذا واضح.
وقال ابن عطية في هذا الوجه : سهلت الهمزة وكان الإدغام يردها « إواباً » لكن استحسنت فيه الياء على غير قياس. انتهى.
وهذا ليس بجيد، لما عرفت من أنه لما قلبت الهمزة ياء، فالقياس أن تفعل ما تقدم منقلب الواو إلى الياء من دون عكس.
قال شعاب الدين :« وإنَّما ذكرت هذه الأوجه مشروحة، لصعوبتها، وعدم من يمعن النظر في مثل هذه المواضع القلقةِ، وقدم الخبر في قوله :» إلَيْنَا، وعَلَيْنَا « مبالغة في التشديد في الوعيد ». والله أعلم.
روى الثَّعلبيُّ في تفسيره عن أبيّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ سُورة الغَاشِيَةِ حَاسبهُ اللهُ حِسَاباً يَسِيْراً ».