والسوط : هو الآلة المعروفة.
قيل : سمي سوطاً؛ لأن يساط به اللحم عند الضرب أي : يختلط؛ قال كعب بن زهير :[ البسيط ]
٥٢٠٠- لَكنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ منْ دَمِهَا | فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخلافٌ وتَبْديلُ |
٥٢٠١- أحَارِثُ إنَّا لو تُسَاطُ دِماؤُنَا | تَزايلنَ حتَّى لا يَمَسُّ دَمٌ دَمَا |
وقال أبو زيد : أموالهم بينهم سويطة، أي : مختلطة.
فالسَّوطُ : خلط الشيء بعضه ببعض، ومنه سمي : المسواط، وساطه : أي خلطه، فهو سائط، وأكثر من ذلك، يقال : سوط فلان أموره؛ قال :[ الطويل ]
٥٢٠٢- فَسُطْهَا ذَمِيمَ الرَّأي غَيْرَ مُوفَّقٍ | فَلست عَلى تَسْويطهَا بمُعَانِ |
وقال الزجاج : أي : جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب.
[ ويقال : ساط دابته يسوطها أي : ضربها بسوطه.
وعن عمرو بن عبيد : كان الحسن إذا أتى على هذه الآية قال : إن الله تعالى عنده أسواط كثيرة فأخذهم بسوط منها ].
قال قتادة : كل شيء عذب الله به، فهو سوط عذاب.
[ واستعمال الصب في السوط استعارة بليغة شائعة في كلامهم.
قال القاضي : وشبه بصبّ السوط الذي يتواتر على المضروب فيهلكه ].
قوله :﴿ إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد ﴾، أي : يرصد عمل كل إنسان، حتى يجازيه به.
قال الحسن وعكرمة : والمِرْصادَ : كالمرصد، وهو : المكان الذي يترقب فيه الرَّصد، جمع راصد كحرس، فالمرصاد « مفعال » من :« رصده »، كميقات من وقته، قاله الزمخشري.
وجوَّز ابنُ عطيَّة في المرصاد : أن يكون اسم فاعل، قال : كأنه قيل :« لبالراصد »، فعبر ببناء المبالغة.
ورده أبو حيَّان : بأنه لو كان كذلك لم تدخل عليه الباء، إذ ليس هوفي موضع دخولها، لا زائدة، ولا غير زائدة.
قال شهابُ الدِّين : قد وردت زيادتها في خبر :« إنَّ » كهذه الآية؛ وفي قول امرئ القيس :[ الطويل ]
٥٢٠٣-.................................. | فإنَّكَ ممَّا أحْدثَتْ بالمُجرِّبِ |
فصل
تقدم الكلام في :« المرصاد »، عند قوله :﴿ كَانَتْ مِرْصَاداً ﴾ [ النبأ : ٢١ ]، وهذا مثلٌ لإرصاده العصاة بالعقاب بأنهم لا يفوتونه، كما قيل لبعض العرب : أين ربك؟ قال : بالمرصاد.
وقال الفراء : معناه : إليه المصير.
وقال الزجاج : يرصد من كفر به وعاند طاعته بالعذاب.
وقال الضحاك : يرصد أهل الظلم، والمعصية.