وقال الشاعر :[ الطويل ]
٥٢١٧- تَحِنُّ إلى أجْبَالِ مكَّةَ نَاقتِي | ومِنْ دُونهَا أبْوابُ صَنعاءُ مُؤصَدَهْ |
٥٢١٨- قَوْمٌ يُعَالِجُ قُمَّلاً أبْناؤُهُمْ | وسَلاسِلاً حِلقاً وبَاباً مُؤصدا |
قال شهابُ الدِّين : وكأنه لم يحفظ عن شيخه إلا ترك الهمزة مع حفظ حفص إياه عنه، وهو أضبط لحرفه من أبي بكر، على ما نقله الفراء، وإن كان أبو بكر أكبر وأتقن، وأوثق عند أهل الحديث.
وقال القرطبيُّ : وأهل اللغة يقولون : أوصدت الباب وآصدته، أي : أغلقته، فمن قال : أوصدت، فالاسم : الوصاد. ومن قال : آصدته، فالاسم : الإصاد.
قال الفراء : ويقال من هذا « الأصيد »، وهو الباب المطبق، ومعنى « مؤصدة » أي : مغلقة.
قوله تعالى :﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ ﴾، يجوز أن تكون جملة مستأنفة، وأن تكون خبراً ثانياً، وأن يكون الخبر وحده :« عَلَيْهِمْ »، و « نارٌ » : فاصل به، وهو الأحسن.
وقيل : معنى « عليهم نار »، أي : أحاطت النَّار بهم، كقوله تعالى :﴿ أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾ [ الكهف : ٢٩ ]. والله أعلم.
روى الثَّعلبيُّ عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله ﷺ :« مَنْ قَرَأَ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بهذا البلد ﴾ أعْطَاهُ اللهُ الأمْنَ مِنْ غَضبهِ يَوْمَ القِيامَةِ ».