، فنزلت ﴿ وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ ﴾، أي : عند أبي بكر « مِنْ نَعْمَةٍ » أي : مزية ومنّةٍ « تُجْزَى » بل ابتغى بما فعل وجه ربِّه الأعلى.
قال بعضهم : المراد ابتغاء ثوابه وكرامته لأن ابتغاء ذاته محال، وقال بعضهم : لا حاجة إلى هذا الإضمار، بل حقيقة هذه المسألة ترجع إلى أن العبد هل يمكن أن يحب ذات الله، والمراد من هذه المحبة ذاته، وكرامته. ذكره ابن الخطيب.
والأعلى من نعت الربِّ الذي استحق صفات العلو، ويجوز أن يكون ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة ].
قوله :﴿ وَلَسَوْفَ يرضى ﴾. هذا جواب قسم مضمر، والعامة : على « يَرضَى » مبنياً للفاعل وقرئ : ببنائه للمفعول، من أرضاه الله تعالى.
[ وهو قريب من قوله تعالى في آخر سورة طه ﴿ لَعَلَّكَ ترضى ﴾ [ طه : ١٣٠ ].
ومعنى الآية : سوف يعطيه الله تعالى في الجنَّة ما يرضى، بأن يعطيه أضعاف ما أنفق.
قال ابن الخطيب : وعندي فيه وجه آخر، وهو أن المراد أنه إنما طلب رضوان الله تعالى، وليس يرضى الله عنه، قال : وهذا أعظم من الأول؛ لأن رضا الله أكمل للعبد من رضاه عن ربِّه، والله أعلم.
روى الثعلبيُّ عن أبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأَ سُورَةَ ﴿ والليل ﴾ أعْطَاهُ اللهُ حتَّى يَرْضَى، وعافاهُ اللهُ تعالى من العُسْرِ، ويسَّر لهُ اليُسْرَ ».
قال الثعلبي : وإذا ثبت نزولها ب « مكة » ضعف تأويلها بقصة أبي الدحداح، وقوي تأويلها بنزولها في حق أبي بكر - رضي الله عنه - لأنه كان ب « مكة »، وإنفاقه ب « مكة » وقصة أبي الدحداح كانت بالمدينة.
وروي عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« رحم اللهُ أبا بَكْرٍ، زوَّجنِي ابنَتُه، وحَملنِي إلى دَارِ الهِجْرَةِ، وأعْتَقَ بلالاً مِنْ مَالهِ » والله أعلم.