٥٢٤٢- يا ربِّ، رُدَّ ولَدِي مُحَمَّداً | أرْدُدْهُ ربِّي واصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا |
وفي رواية : فما زال عبد المطلب يردد البيت حتى أتاه أبو جهل على ناقة، ومحمد ﷺ بين يديه، وهو يقول : ألا تدري ماذا جرى من ابنك؟.
فقال عبد المطلب : ولم؟ قال : إني أنخت الناقة، وأركبته خلفي فأبت الناقة أن تقوم، فلما أركبته أمامي قامت النَّاقة.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : رده إلى جده وبيد عدوه، كما فعل بموسى - ﷺ - حين حفظه عند فرعون.
وقال سعيد بن جبيرٍ : خرج النبي ﷺ مع عمه أبي طالب في سفر، فأخذ إبليس بزمام ناقته في ليلة ظلماء فعدل بها على الطريق، فجاء جبريل - عليه السلام - فنفخ لإبليس نفخة وقع منها إلى أرض « الهند »، ورده إلى القافلة ﷺ.
وقيل : ووجدك ضالاً ليلة المعراج حين انصرف عنك جبريل، وأنت لا تعرف الطريق، فهداك إلى ساق العرش.
وقال بعض المتكلمين : إذا وجدت العرب شجرة منفردة في فلاة من الأرض، لا شجر معها، سموها ضالة، فيهتدى بها إلى الطريق، فقال تعالى لنبيه ﷺ :« ووجَدَكَ ضالاًّ » أي لا أحد على دينك، بل وأنت وحيد ليس معك أحد، فهديت بك الخلق إلي.
وقيل : ووجدك مغموراً في أهل الشرك، فميزك عنهم، يقال : ضل الماءُ في اللبن، ومنه ﴿ أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض ﴾ [ السجدة : ١٠ ]، أي : لحقنا بالتراب عند الدَّفن، حتى كأنا لا نتميز من جملته وقيل : ضالاًّ عن معرفة الله حين كنت طفلاً صغيراً، كقوله تعالى :﴿ والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً ﴾