إلا أنَّ هذا لا يحسن إلا إذا لم يتضمن رياء، وظن أن غيره يقتدي به.
وروى مالك بن نضلة الجشمي، قال :« كنت جالساً عند رسول الله ﷺ، فرآني رثَّ الثياب فقال :» أَلَكَ مَالٌ «؟.
قلت : نعم، يا رسول الله، من كل المال، قال :» إذَا آتَاكَ اللهُ مالاً فليُرَ أثرهُ عَلَيْكَ «.
وقال رسول الله ﷺ :» إنَّ اللهَ تعالى جَميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، ويُحِبُّ أنْ يَرَى أثَرَ نِعْمَتِهِ على عَبْدِهِ «.
فإن قيل : ما الحكمة في أن الله أخر نفسه على حق اليتيم والسائل؟.
فالجواب : كأنه سبحانه وتعالى يقول : أنا غني، وهما محتاجان، وحق المحتاج أولى بالتقديم، واختار قوله :» فحدث « على قوله » فخبِّرْ « ليكون ذلك حديثاً عنه وينساه، ويعيده مرة أخرى.
فصل
يكبر القارىء في رواية البزي عن ابن كثير وقد رواه مجاهد عن ابن عباس وروي عن أبيّ بن كعب عن النبي ﷺ أنه كان إذا بلغ آخر » الضُّحَى « كبَّر بين كلِّ سورةٍ تكبيرة إلى أن يختم القرآن، ولا يصل آخر السورة بتكبيرة، بل يفصل بينهما بسكتة، وكأن المعنى في ذلك أن الوحي تأخّر عن النبي ﷺ أياماً، فقال ناس من المشركين : قد ودعه صاحبه، فنزلت هذه السورة فقال :» اللهُ أكْبَرُ «.
قال مجاهد : قرأت على ابن عبّاس، فأمرني به، وأخبرني به عن أبيٍّ عن النبي ﷺ.
ولا يكبر في [ رواية ] الباقين، لأنها ذريعة إلى الزيادة في القرآن.
قال القرطبي : القرآن ثبت نقله بالتواتر سُوَره، وآياته، وحروفه بغير زيادةٍ، ولا نقصان، وعلى هذا فالتكبير ليس بقرآن.
روى الثعلبي عن أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :» مَنْ قَرَأَ سُورَةَ ﴿ والضحى ﴾ كان فيمن يرضاه الله تعالى لمحمد ﷺ أن يشفع له، وكتب الله تعالى له من الحسنات بعدد كل يتيم وسائل « والله أعلم.