قال ابن عباس - رضي الله عنه - : والله لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته. خرجه الترمذي بمعناه.
قوله :﴿ كَلاَّ ﴾ أي : ليس الأمر كما يظنه أبو جهل « لا تُطِعْهُ » فيما دعاك إليه من ترك الصلاة « واسْجُدْ »، أي : صل الله « واقْتَرِبْ » أي : اقترب إلى الله بالطَّاعة والعبادة.
وقيل : المعنى : إذا سجدت اقترب من الله بالدعاء.
قال ﷺ :« أمَّا الرُّكوعُ فعَظَّمُوا فِيْهِ الربَّ تعالى، وأمَّا السُّجُود فاجْتَهدُوا في الدُّعَاءِ، فقمن أنْ يُسْتجابَ لَكُمْ ».
وقال صلى الله عله وسلم :« أقْرَبُ ما يَكُونُ العبدُ مِنْ ربِّه وهُوَ سَاجِدٌ ».
فالسجود في قوله تعالى :﴿ واسجد واقترب ﴾ يحتمل أن يكون بمعنى السجود في الصلاة، ويحتمل أن يكون سجود التلاوة في هذه السورة.
وقال ابن العربي : والظاهر أنه سجود الصلاة؛ لقوله تعالى :﴿ أَرَأَيْتَ الذي ينهى عَبْداً إِذَا صلى ﴾ إلى قوله :﴿ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ واسجد واقترب ﴾، لولا ما ثبت في الصحيح من رواية مسلم، وغيره من الأئمة عن أبي هريرة، أنه قال : سجدتُ مع رسول الله ﷺ في « إذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ » وفي ﴿ اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ ﴾ سجدتين، فكان هذا نصًّا على أن المراد سجود التلاوةِ.
روى الثعلبي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ :﴿ اقرأ باسم رَبِّكَ ﴾، فكأنَّمَا قَرَأ المفصل كُلَّهُ » والله تعالى أعلم.