وقال أهل اللغة : وأصله أنه تحنف إلى الإسلام، أي : مال إليه.
قوله :﴿ وَيُقِيمُواْ الصلاة ﴾، أي يصلُّوها في أوقاتها ﴿ وَيُؤْتُواْ الزكاة ﴾، أي : يعطوها عند محلها، وقوله :﴿ وَذَلِكَ دِينُ القيمة ﴾ أي : ذلك الدين الذي أمروا به دين القيمة، أي : الدين المستقيم، وقال الزجاج أي : ذلك دين الملة المستقيمة، و « القَيِّمَةِ » نعت لموصوف محذوف، وقيل :« ذلك » إشارة إلى الدين، أي ذلك الدين الذي أمروا به أي الدين المستقيم أي ذلك دين الأمة القيمة.
وقال محمد بن الأشعث الطالقاني : الكتب القيمة، لأنها قد تقدمت في الذكر، قال تعالى :﴿ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴾ فلما أعادها مع « أل » العهدية، كقوله تعالى :﴿ فعصى فِرْعَوْنُ الرسول ﴾ [ المزمل : ١٦ ]، وهو حسن.
وقرأ الحسن، وعبد الله :« وذلك الدين القيمة »، والتأنيث حينئذٍ، إما على تأويل الدين بالملة، كقوله :[ البسيط ]
٥٢٦٤-.................................... سَائِلْ بَنِي أسدٍ مَا هَذهِ الصَّوتُ
وقال الخليل : القيمة جمع القيم، والقيم والقيمة واحد بتأويل : الصيحة، وإما على أنها تاء المبالغة : ك « علامة ».
وقال الفراء : أضاف الدين إلى « القيمة » وهو نعته، لاختلاف اللفظين، وعنه أيضاً : هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه، ودخلت الهاء للمدح.


الصفحة التالية
Icon