وقيل : مغلقة بلغة قريش، يقولون : أصدتُ الباب : إذا أغلقته. قاله مجاهد.
ومنه قول عبيد الله بن قيس الرقيات :[ الخفيف ]
٥٣٠٦- إنَِّ في القصْرِ لوْ دخلْنَا غَزالاً | مُصْفقاً مُوصداً عليْهِ الحِجَابُ |
وقيل : جمع عماد، نحو : كتاب وكتب.
وروي عن أبي عمرو : الضم، والسكون، وهوتخفيف لهذه القراءة.
والباقون :« عَمَدٍ » بفتحتين، فقيل : بل هو اسم جمع ل « عمود ».
وقيل : بل هو جمع له.
قال الفراء : ك « أديم وأدم ».
وقال أبو عبيدة : هو جمع عماد.
و « فِي عَمَدٍ » يجوز أن يكون حالاً من الضمير في « عَليهِم »، أي : موثقين، وأن يكون خبراً لمبتدأ مضمر، أي : هم في عمد، وأن يكون صفة ل « مُؤصَدةٌ »، قاله أبو البقاء. يعني : فتكون النَّار داخل العمد.
وقال القرطبي :« الفاء بمعنى الباء، أي : موصدة بعمد ممدة ». قاله ابن مسعود، وهي في قراءته :« بعمد ممددة ».
قال الجوهريُّ : العمُود : عمود البيت، وجمع القلّة، أعمدة، وجمع الكثرة : عُمُد وعَمَد، وقرئ بهما في قوله تعالى :﴿ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴾.
وقال أبو عبيدة : العمُود : كل مستطيل من خشب، أو حديد، وهو أصل للبناء مثل العماد. عمدت الشيء فانعمد أي : أقمته بعماد يعتمد عليه، وأعمدته أي جعلت تحته عماداً.
فصل في معنى الآية
قال رسول الله ﷺ :« إنَّ الله تَبارَكَ وتَعَالَى يَبعَثُ عَليْهِمْ مَلائِكَةً بأطْباقٍ من نَارٍ، ومَسامِيرَ مِنْ نَارٍ، وعُمدٍ منْ نَارٍ، فتطبق عليهم بتِلْكَ الأطْبَاقِ، وتُسَدُّ بتلْكَ المَسَامِيرِ، وتُمَدُّ بتِلْكَ العُمدِ، فلا يَبْقَى فيْهَا خَلَلٌ يَدخلُ مِنهُ رَوْحٌ ولا يَخرجُ مِنهُ غمٌّ، فيكُونُ فِيهَا زَفيرٌ وشَهِيقٌ، فذلكَ قوله تَعَالَى :﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ ﴾ ».
وقال قتادة : عمد يعذبون بها، واختاره الطَّبري.
وقال ابن عبًّاس : إن العمد الممددة أغلال في أعناقهم.
وقال أبو صالح : قيود في أرجلهم.
وقال القشيري : العمد : أوتاد الأطباق.
وقيل : المعنى، في دهور ممدودة، لا انقطاع لها.
روى الثعلبي عن أبيّ بن كعب، قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ ﴿ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ ﴾ أعطيَ مِنَ الأجْرِ عَشْرَ حَسناتٍ، وبعدد من اسْتَهْزأ بمُحَمَّدٍ ﷺ ».