[ واعلم أن « العزيز » و « الحكيم » بهذين التفسيرين صفة للذات، وإذا أريد بالعزيز أفعال العزة وهو الامتناع من استيلاء الغير عليه، وأراد بالحكمة : أفعال الحكمة، لم يكن « العزيز » و « الحككيم » من صفات الذات أزلية، وصفات الفعل ليست كذلك، وصفات الفعل أمور سببية يعتبر في تحققها صدور الآثار عن الفعل، وصفات الذات ليست كذلك.

فصل ]


[ و ] قال الكلبي : العزيز المتقدم لقوله تعالى :﴿ والله عَزِيزٌ ذُو انتقام ﴾ [ آل عمران : ٤ ].
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : العزيز الذي لا يوجد مثله.
وقيل : المنيع الذي لا تناله الأيدي، ولا يصل إليه شيء.
وقيل : القوي.
والعزّة القوة، لقوله تعالى :﴿ فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ﴾ [ يس : ١٤ ] أي قوينا.
وقيل : الغالب، لقوله :﴿ وَعَزَّنِي فِي الخطاب ﴾ [ ص : ٢٣ ] أي غلبنين ويقال : من عزيز أي من غلب.
والعم أن مناسبة قوله :﴿ أَنتَ العزيز الحكيم ﴾ لهذا الدعاء هو أن العزيز هو القادر، والحكيم هو العالم بوضع الأشياء في مواضعها، ومن كان عالماً قادراً فهو قادر على أن يبعث فيهم رسولاً يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.


الصفحة التالية
Icon