[ وعن الفضيل بن عياض أنه قال :« إلا وأنتم مسلمون »، أي : مسلمون الظن، أي محسنون الظن بربكم، وروي عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه سولم قبل موته بثلاثة أيام يقول :« لا يموتن أحد إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى » ]. وأصل تموتُن : تَمُوتُوننَّ : النون الأولى علامة الرفع، والثانية المشددة للتوكيد، فاجتمع ثلاثة أمثال فحذفت نون الرفع؛ لأن نون التوكيد أولى بالبقاء لدلالتها على معنى مستقلّ، فالتقى سكنان : الواو والنون الأولى المدغمة، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة تدلّ عليها، وهكذا كل ما جاء في نظائره.
قوله :﴿ إَلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ هذا استثناء مفرغ من الأحوال العامة، و « أنتم مسلمون » مبتدأ وخبر في محلّ نصب على الحال، كأنه قال تعالى :« لا تموتنّ على كل حالا إلا على هذه الحال »، والعامل فيها ما قبل إلا.